محمد أمين الداهية
عندما يكون الفقر مترصداً لنا ولا ينوي مفارقتنا، وعندما يعاني البعض مرارة شعار "ما باليد حيلة" وهو ينظر إلى أولاده وهم يشكون ألم مرض وبقلة الحيلة يكاد أن يكون هذا المرض مزمناً، مزمناً لأنه خسر كل شيء وهو يحاول ويأمل بأن شفاء أولاده وزوجته سيكون ممكناً هنا في اليمن ولكن السنين مرت دون جدوى.. سبع سنوات ومحمد عبده النماهي يعيش هو وأسرته كابوس مرض اللشمانيا الذي أصاب أولاده سامي وسمية وسامية وكذلك كابوس مرض الكبد الذي استطاع أن يسكن زوجته والتي قد ربما أن اهتمامها بمرض أولادها ينسيها بعض الشيء مرضها، ولكن يبقى المرض مرضاً، هذه الأسرة التي لم أعرفها من قبل التقيتها لأول مرة في مستشفى الثورة وحزَّفي نفسي ذلك المنظر المأساوي للأخوة الثلاثة سامي وسمية وسامية وهم على أحد الأسرة يخضعون للجرع العلاجية المقررة لهم وما زاد حزني وألمي حال والدهم الذي يتأمل في أولاده ويتمنى أن تكون روحه ثمناً لإنقاذ حياة أولاده من كابوس "اللشمانيا أمراض دم" ..محمد النماهي والد هؤلاء الأطفال يعمل في السلك العسكري "جندي في أمن محافظة إب" حسبما أخبرني عندما تحدثت معه .. حالته المادية صعبة للغاية، وماذا بإمكان جندي في مثل حاله أن يقدم لأولاده وزوجته؟ لم يعد يشعر بالراحة أو الطمأنينة منذ سبع سنوات، فقد باع كل ما يملك من أجل أولاده وزوجته لم يعد في يده شيء وحالة أولاده وزوجته ما زالت كما هي، بل للأسوأ.. محمد لا يملك إلا أن يتبادل النظرات الحزينة العاجزة مع أولاده، أخبرني محمد وآخرون أيضاً أن حالات مشابهة لمرض أولاده من الله عليها بالشفاء ولكن في أرض مصر وأنا اعتقد وحسبما أخبرني الكثير بأن مأساة سبعة أعوام لمحمد النماهي وأسرته بالإمكان إزالتها بشهر واحد في أرض مصر، ولكن من يوصل محمد إلى أرض مصر فهذا نداء عاجل إلى أهل الخير ومن بيده أن يزيح عن هذه الأسرة ما هي فيه، فحالة محمد وأسرته أمانة في عنق كل قادرٍ على خدمتهم وإنقاذ هذه الأسرة .. أربع رقاب من يعتقها؟ أسرة تبحث عمن يعيد البسمة إليها، أسرة تسمع وتشاهد جوائز خيالية لبرامج لا تسمن ولا تغني من جوع، وتأمل في فاعل خير ويا لحظ من سيربح هذه الصفقة؟