علي منصور مقراط
طوال تجربتنا الانتخابية الديمقراطية الحرة التي تعيشها اليمن منذ استعادة وحدتها المباركة في 22 مايو 90م أو بالأصح منذ أول انتخابات برلمانية مثلث الأقوى في 27 أبريل 93م وحتى آخر انتخابات رئاسية ومحلية في آن واحد في 2006م طوال هذه المراحل كنا قريبين من المشهد الانتخابي ومتابعين باهتمام كصحفيين كنا نلاحظ استعداد أحزاب المؤتمر الشعبي العام الحاكم المبكر في التهيئة لخوضها وبكل تفاعل وحماس منقطع النظير نرى قياداته وأعضائه يعملون ويتنقلون ويتحركون كخلية نحل وفي صفوف موحدة ومتماسكة وإخلاص وتفان لا حدود له، نعم إلى آخر انتخابات كان المؤتمريون في كل المحافظات يستنفرون مبكراً في استقبال العملية الانتخابية وكل واحد منهم يستشعر بمسؤوليته ولا ينتظرون من يتابعهم بل ينفذون الخطط والبرامج بانتظام واتقان.
الحاصل في الوقت الراهن والمؤتمر قادم على مرحلة انتخابية هامة لمجلس النواب والتي لم يتبقَ منها غير "60" يوماً وإلى فتح باب الترشيح "34" يوماً هذا الوقت الزمني القصير ما زلنا لم نحس في محيطنا بنكهة جهة انتخابية ولو بنسبة "30%" من السابق، وبغض النظر أن يخوض المؤتمر الانتخابات مع القوى السياسية ويقاطع المشترك أو يدخل الانتخابات فالمؤتمر ليس من عادته يترك الأمور هكذا ولا يحث أعضاءه وقبل ذلك قياداته بالمحافظات والمديريات إلى الاستنفار للعمل وتنزل قياداته من الأمانة العامة ميدانياً إلى المحافظات لمعرفة ظروف فروعها التي تردت بشكل مخيف ينذر بالخطر نظراً للحصار المالي المفروض من الدائرة المالية ولكم أن تتصوروا أن لا دورات الانعاشية التي تسمى مؤتمرات لفروع التنظيم بالمديريات وصولاً إلى المحافظات ودورات اللجنة الدائمة المحلية تعقد في ظروف صعبة ومعقدة حتى مخصصاتها المالية الضئيلة لم تصل وهي عبارة عن إيجارات نقل قيادات المراكز والجماعات التنظيمية إلى مقر الاجتماع حيث هناك مديريات نائية وجبلية إضافة إلى القيادات المشرفة التي تنتقل من مركز المحافظة إلى المديريات لا تحصل على مستحقات السفر ولذلك تذهب متحملة أعباء مالية من ذاتها نظراً لإخلاصها للمؤتمر لكن الغموض يكتنف هذه المسألة الحساسة.. إنني لمؤتمري حريص على حفاظ المؤتمر على تفاعله الحي والمكثف في مثل هذه المرحلة استغرب من الموت البطيء الذي أصاب فروعه بالمحافظات والمديريات حيث وإلى الآن ونحن على مشارف مرحلة اختيار المرشحين لم تعقد القيادات الانتخابية بالمحافظات اجتماعات لمناقشة وتداول أسماء المرشحين الذين سينزلهم المؤتمر لخوض غمار التنافس على مقاعد البرلمان القادم، قد تكون هناك ظروف أمنية وأوضاع غير طبيعية تمر بها بعض المحافظات مثل صعدة ولحج وأبين والجوف والضالع وغيرها، لكن هذا لا يعطي أية مبررات على توقف الحراك الانتخابي على اعتبارات السواد الأعظم مع الانتخابات وأعضاء المؤتمر وأنصاره ينتظرون الإشارة التي تحركهم للعمل الميداني بتوعية الجماهير، شخصياً لن أحمل مسؤولي الفروع والقواعد هذا التراجع والإحباط، بل القيادة المؤتمرية بالأمانة العامة التي تركت الفروع تعيش في دوامة الإفلاس وثقافة الشكوى من عراقيل الدائرة المالية التي بلغت الحد الذي لا يطاق بسبب عدم إطلاق المخصصات والاعتمادات المقرة بما فيها مخصصات الصحف الصادرة بالمحافظة التي أجبرت على التوقف وأحياناً يتفاعل بعض المحافظين ويدعمون صدور عدد وعددين من عندهم لإدراكهم بقيمتها التوعوية في إطار محافظاتهم إننا نحذر قيادتنا من هذا الوضع ونبلغ الأخ نائب الرئيس النائب الأول والأمين العام للمؤتمر الأستاذ/ عبدربه منصور هادي بما وصلت إليه أوضاع المؤتمر بالمحافظات خاصة في مرحلة من أدق مراحل التحديات الصعبة يجب الإسراع بتلافي الأوضاع قبل استفحالها واللهم أنني قد أبلغت وقلت كلمتي ليقرأها كل الصادقين وأصحاب الضمائر الحية داخل تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام والله على ما نقوله شهيد.