عبدالباسط الشميري "رب ضارة نافعة" وبدون مقدمات اعتقد جازماً أن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد حملت لنا بشارة جيدة بوصول الأكثر تطرفاً في إسرائيل للحكم، وهذا حسب اعتقادي ما دفع أبناء فلسطين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات والحوار سريعاً لأن وصول من يرث القضاء على الشعب الفلسطيني وعن بكرة أبيه إلى الحكم سواء من أتباع حماس أو فتح أو أي فصيل آخر فلسطيني هو جرس إنذار مبكر وسريع بل لا تستغرب حقاً من أن يحصل الحزب اليميني المتشدد على "15" مقعداً وقيادة هذا الحزب أو رئيس الحزب نفسه يقول وعلناً لن "يرتاح لي بال إلا بضرب السد العالي" ويعتبر مصر خطراً يهدد إسرائيل في وقت صارت القاهرة وفي بعض الأحيان تفاوض حماس نيابة عن دولة إسرائيل وتدافع عن مصالح تل أبيب أكثر من دفاعها عن الأشقاء ولا أحد ينكر ذلك وبالأمس فقط صادرت الحكومة المصرية ما يقارب من ألفين طن من الأغذية كانت ستذهب للفقراء والمحاصرين في غزة وهذا بحد ذاته عملاً مناصراً لتل أبيب وليس عيباً أن نقول هذا لأن كل شخص يجدد مواقفه وعلاقاته وكما يشاء ولا ينبغي أن نستغفل العقلية العربية أكثر من ذلك ونحن هنا لا نريد أن نوجه إساءة لأحد لكن نقول طالما وقد وصلت حكومة متشددة للحكم في إسرائيل فلماذا لا يختار الشعب الفلسطيني من هو أكثر تشدداً من حماس؟ ثم لماذا يغضب العالم كله على اختيار الشعب الفلسطيني ولا يغضب من اختيار الشعب الإسرائيلي؟ هي مفارقات غريبة.. أليس كذلك؟
لذلك نقول: لماذا لا يكرس الأشقاء في غزة والضفة جهدهم للاستعداد للمواجهات القادمة خصوصاً بعد تأكد هؤلاء أن لا سلام ولا اتفاقيات مع هذا الكيان وكل ما يحدث هو مجرد شعارات وأكاذيب تطرحها إسرائيل ومن وراءها الغرب خاصة واشنطن؟ وعليه فلم يعد أمام هذا الشعب إلا أن يصبر ويجاهد نفسه للوقوف في وجه هذا الصلف الصهيوني بل العالمي ويتركوا الخلافات وراء ظهورهم ويترفعوا عن الصغائر والله ناصرهم وحاميهم، إن تل أبيب لا تعرف إلا لغة القوة وغير ذلك ليس مجدياً وإننا نتمنى وكلنا أمل أن يغلب الأشقاء مصالحهم على أية مصالح أو أجندات دولية وإقليمية ستقذف بهم إلى غياهيب السجون والموت السريع أو البطيء ويكونوا كالبنيان المرصوص لمواجهة العدو والمعركة لا زالت مستمرة.
وختاماً لن نقول سوى "وما النصر إلا من عند الله" والله الموفق.
abast 66 @ hotmail.com
