فؤاد قنة
لا تقرأ إلا وأنت على استعداد تام وبدون رجعة أو تردد. . إنه موت محقق انتبه أمامك منحدر خطير، الصاعقة ستنزل عليك بلا محال، وستفقد عقلك إذا استمريت على قراءة هذا الموضوع وسينتابك الخوف والهلع وسيخيل لك بأنك ستعلق بين السماء والأرض بخيوط العنكبوت وستصيبك الهستيريا إذا لم تمت.
إن العقول في وقتنا الحاضر هي في إجازة والبعض الآخر خارج عن نطاق الخدمة في وطننا العربي والإسلامي إننا أمة خطفت منا العقول والألباب وصرنا في هذه الحياة نمشي بدون عقول وفكر وبصيرة ويتعاملون معنا حكامنا المبجلون بأننا قطيع من الحيوانات التائهة الضالة التي أصابها الخوف والجنون إلى جانب أنها حيوانات لا تعقل البتة وأصابتها الأمراض القاتلة.
وهذا ما رأيناه وشاهدناه من الموقف العربي في قضية محرقة غزة بالأخص الموقف المصري المنحاز للعدو الصهيوني ويتباهى بأنه داعم للموقف الفلسطيني في وسائل الإعلام وأعماله تناقض التصريحات التي يدلون بها، وإليك أخي القارئ الأعمال التي قامت بها مصر:
1- إغلاق معبر رفح أمام الجرحى الفلسطينيين إلا ما ندر.
2- عدم دخول المواد الإغاثية والطبية ومواد البناء إلا بصورة ضئيلة.
3- تركيب كاميرات مراقبة في الحدود مع غزة.
4- عدم التنديد بالمحرقة خلال المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلاميين المنعقد في المغرب تصور إلى هذا الحد؟!
5- منع وتوقيف القيادي في حركة حماس أيمن طه بحجة أنه يحمل عشرة ملايين دولار ورجع إلى غزة بخفي حنين.
6- موقف إنساني مخجل وحقير لا يتصوره العقل وهو منع مصر خروج ستة أطفال حالتهم حرجة وخطيرة، للعلاج في فرنسا على حساب منظمة طبية.
7- أعلنت الحرب على غزة من مصر وهي على علم بذلك من قبل ستة أشهر ونسقت مع الخونة والمرتزقة في السلطة الفلسطينية في رام الله.
8- منعت الأجهزة الأمنية صلاة الجمعة أثناء محرقة غزة خوفاً من المظاهرات وحياءً وحباً في الصهاينة كما قمعت المظاهرات.
9- هدم الأنفاق التي تربط بين مصر وقطاع غزة.
10- حشدت القوات المصرية قوات الأمن المركزي حول معبر رفح خوفاً من الفلسطينين بفتحه بالقوة.
11- التحقيق مع الجرحى الفلسطينيين وإهانتهم أثناء التحقيق وأسئلتهم عن أسلحة المقاومة والمرة التي يمكن للمقاومة أن تصمد وأماكن تخزينها والمواد المستخدمة في تصنيع الصواريخ.
12- مصر تستعين بخبراء ألمان لمساعدتها في تأمين الحدود مع غزة لمنع تهريب السلاح كما يزعمون.
13- مصر تستدعي الأميركان إلى رفح للإطلاع على ما تقوم به في تأمين الحدود بينها وبين قطاع غزة والإجراءات الحازمة.
14- مصر تصدر الغاز للصهاينة رغم صدور حكم قضائي بعدم التصدير إلى الصهاينة وتحرم شعب مصر، وتحرمه على الفلسطينيين والمستفيدون من كل هذه الأعمال اليهود "100%" والخاسر المقاومة.
15- عقد اتفاقية أمنية بين مصر وإسرائيل.
كلمة حسني مبارك في قمة الكويت الاقتصادية
رفض مبارك سحب المبادرة العربية للسلام وهاجم دولاً اتهمها بالمتاجرة بالدم الفلسطيني لتوسيع نفوذها.
وقال مبارك: إن مصر حذرت المقاومة الفلسطينية من أن إسرائيل ستشن عدواناً بحجة الدفاع عن النفس مع نهاية التهدئة.
وقال مبارك: إن مصر ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني وقضيته إلا أنه شدد على أن الأولوية ستبقى لمصر أولاً وأخيراً وفوق كل الاعتبارات لحماية أمنها والدفاع عن مصالح شعبها.
وقال مبارك: إن جهود مصر لوقف عملية الرصاص المصبوب على الفلسطينيين هي من أوقفت الحرب على غزة وقال إن المقاومة ليست شعارات تستخف بأرواح الأبرياء، وتسائل مبارك عن أسباب رفض الفصائل الفلسطينية للمبادرة المصرية بشأن تمديد التهدئة، مشيراً إلى أن الأزمة كشفت محاولة استغلال العدوان لفرض واقع جديد على الوضع الفلسطيني.
* تقرير نشرته صحيفة "هارتس" الإسرائيلية ونسبت فيه إلى الرئيس المصري/ حسني مبارك قوله: ينبغي ألا تخرج حركة المقاومة الفلسطينية حماس منتصرة في المواجهة مع إسرائيل.
مبارك في يوم الاحتفال بعيد الشرطة بتاريخ 4 فبراير 2009م قال: فلسطين كانت وستظل في قلب شعب مصر معتبراً أنه قدم الكثير من التضحيات من أجل القضية الفلسطينية.
المبادرة العبرية للاستسلام
إن المبادرة العربية للاستسلام للصهاينة هي مرفوضة أولاً من الشعوب العربية والشعب الفلسطيني كونه صاحب الحق ولا يحق لأي دولة أو حزب التنازل بحق الآخرين هذا من الناحية القانونية السائدة في وقتنا الحاضر وتنص عليه المواثيق والتشريعات الدولية، فمن فوض هؤلاء في حق لا يمتلكونه وهي خيانة في حق القضية الفلسطينية.
ثانياً: إسرائيل رفضتها وأعدمتها في وقتها وأرسلت رسالة عملية في قصف مقر الرئاسة برام الله وأرسلت رسالة صفعة لهؤلاء الشحاتين الذين يستنجدون بإسرائيل لقبول هذه الجيفة العفنة التي رفضتها الشعوب العربية ورفضتها إسرائيل، إذاً هي في عداد الموتى وخرجت وهي ميتة لم تطعم الحياة، فما بال هؤلاء يلهثون وراء جثة ميتة هامدة لا حياة فيها.
وإن المتابع للمواقف العربية في قضية محرقة غزة قد يصاب بهستيريا وفقدان العقل والذاكرة عندما يسمع كلام وتصريحات المسؤولين العرب في القضية الفلسطينية بأن هذه المواقف هي في صالح القضية الفلسطينية والواقع وفي خلف الكواليس هي لصالح الصهاينة بما تعنيه هذه العبارة حتى أننا فقدنا الشجب والتنديد في الوقت الحاضر، وتعامل زعماء العرب مع شعوبهم بأنهم قطيع من المختلين عقلياً والمجانين وفاقدي الذاكرة وكأنهم الزعماء يتحدثون بلغة غير العربية ويطلقونها إلى الشعوب إحساساً منهم، أي أن الشعوب لا تفهم هذه اللغة وتغيرت المفاهيم واختلطت الأوراق والألسنة التي يتكلم بها الزعماء، فالنصر هزيمة والهزيمة نصر، وبيع الأوطان شجاعة والمقاومة خيانة والخيانة وطنية والنصر والتأييد للعدو مصلحة للأوطان، والجلاد ضحية والضحية جلاء، والمحرقة والإبادة البشرية دفاع عن النفس، والمدافع معتدي يجب القضاء عليه، والمعتدي يجب نصرته، والحق باطل والباطل حق، وهكذا تغيرت العقول، فالذي يريد القضاء عليك يدعي أنه يحميك ويحرسك، والذي يضرب عليك طوقاً منيعاً من جميع الاتجاهات ويمنع منك الغذاء والكساء وكل متطلبات الحياة يتشدق بأنه يريد لك الحياة السعيدة التي لا تنقصها أي شائبة.
يتآمر عليك ويحيك المؤامرة تلو المؤامرة ويدعي أنه في نصرتك وتأييدك ضد عدوك.
يحرم عليك أمور هي من حقك تمتلكها قانونياً وهي محرمة على عدوك ويسعى لتحريمها عليك بإصدار قرارات مجلس الأمن وهي مخالفة للقانون الدولي مثل نزع السلاح للمقاومة التي تحت الاحتلال.
وكل هذه المواقف المخزية والمشينة التي وقفتها الدول العربية إلا من رحم ربك ونجا من هذه الأمراض الفتاكة التي غيرت الموازين والعقول وتزينت بعقول الصهاينة ضد المقاومة في غزة.
إنني عندما كنت متابعاً للمواقف في قضية محرقة غزة كنت لا أتصور ولم يبدر إلى ذهني أن تكون هذه المواقف الجبانة ويتمنى أن ينتمي إلى أمة غير الأمة العربية.
إن العقول والأبصار التي أصابت الزعماء العرب قد برمجت بدعم صهيوني أميركي وامتحت الذاكرة العربية من رؤوسهم وبدلت بذاكرة أميركية صهيونية وانتهت الذاكرة العربية البتة.
معركة غزة معركة عقائدية
إن الحرب على غزة هي حرب عقائدية لا يمكن التنازل عنها كون اليهود يتقربون إلى الله تعالى بقتل الفلسطينيين سواءً كانوا أطفالاً أو نساءً أو شيوخاً ويعتبرونها عقيدة لا يمكن التنازل عنها ولا يصح العبد اليهودي إلا بها وهي من أساس عقيدة اليهود المذكورة في التوراة كما يزعم اليهود بذلك وهذا ما رأيناه عبر قناة "الجزيرة" عند موافقة الجنود بعض الحاخخامات وهم يرفعون الروح المعنوية للجنود الصهاينة ويتلون عليهم التوراة ويشحذون الهمة للجنود للثبات والتضحية لمزيد من القتلى في صفوف الفلسطينيين.
قالت صحيفة "الوطن" السعودية إن دعوة عضو الكنيست ورئيس حزب إسرائيل بيتنا ليبرمان إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة وتدميرها بالكامل ينسجم ذلك مع ظهور تفاسير إسرائيلية للتوراة تبرر المذابح الإسرائيلية في غزة ومن أبرز القصص التي وردت خلال الأيام الماضية على ألسنة حاخامات مشهورين مثل حاخام السفر ديم مردخاتي الساهو وإزرائيل روزرت مدير معهد تسمط وهو معهد ديني شهير يؤمه الطلبة والجنود اليهود قصة دينية التي تجيز لهم المكر وعدم الوفاء بالعهود التي يقطعونها ولجوؤهم إلى وضع شروط وشروط وفي النهاية يقتلون ضحيتهم بعد تعجيزها ومن ذلك ما ورد في التوراة على حد قولهم وقتلا حمور وشكيم ابنة مجد السيف وأخذ دينة من بيت شكيم وخرج ثم أتى بني يعقوب على القتلى ونهبوا كل ثرواتهم وكل أطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت بحسب ما في الصحيفة كما أشار حاخامات إسرائيل إلى ما ورد في سفر الخروج الإصحاح 32: 2728 فقال لهم هكذا قال الرب إله إسرائيل ليضع كل واحد سيفه على فخذه ومروا وارجعوا من باب إلى باب في المحلة وليقتل كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه وكل واحد قريبه ففعل بني لاوى وفقاً للصحيفة.
قال تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
أيها الزعماء من أصدق أنتم أم الله سبحانه وتعالى.