د. عبدالله الفضلي
1- الطبيب النرويجي العظيم..
لقد شاهدنا في قناة الجزيرة الفضائية العظيمة والجريئة تلك المقابلة التلفزيونية التي أجراها مندوب الجزيرة ومراسلها في النرويج حينما تحدث عن الحرب التدميرية التي قامت بها العصابات الصهيونية في غزة وما خلفته تلك الحرب الإجرامية من آثار بشرية وطبيعية نتيجة للاستخدام المفرط للأسلحة التدميرية المحرمة دولياً والتي أدت إلى استشهاد وجرح الآلاف من الفلسطينيين العزل أطفالاً ونساءً وشيوخاً وأناساً عاديين وقد روى هذا الطبيب العظيم للمشاهدين في جميع أنحاء العالم فظاعة ما شاهده بنفسه على أرض الواقع من بتر لأيدي وأرجل مئات الفلسطينيين وتشويه لأجسادهم وذلك من آثار القنابل الفسفورية المصحوبة بالأشعة الذرية كما روى للمشاهدين ما ارتكبته القيادات الصهيونية من محرقة حقيقية لمواطني وسكان وممتلكات أهل غزة حيث أفاد بأن هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين من جميع الأعمار مهددون بالموت المحقق ما بين "6-8" أشهر قادمة وذلك نتيجة للسرطان والأشعة الذرية التي أسقطتها الطائرات العدوانية.
كما أن هناك "10%" من المصابين والجرحى من الفلسطينيين قد أصبحوا أصحاب عاهات مستديمة ومقعدون عن العمل وهم بحاجة ماسة إلى رعاية كاملة من المجتمع والمنظمات الدولية حتى آخر يوم في حياتهم، وفور إذاعة هذه المقابلة أسرعت الأبواق الصهيونية في كل من تل أبيب والنرويج تتهم هذا الطبيب العظيم بأنه قد بالغ في ما قاله وأنه قد بات من أنصار حماس كما قامت قناة فوكس "FOX" الأميركية بالإساءة إلى هذا الطبيب الذي تكلم بصراحة ووضوح وحزن عميق عما ارتكبه الصهاينة في غزة من مجازر وحشية في حق الفلسطينيين ما لم يتحدث به طبيب أو مسؤول أو سياسي عربي على الإطلاق حيث توعد الصهاينة وأنصارهم بالانتقام من هذا الطبيب الذي قال الحقيقة أمام مرأى ومسمع من العالم أدى إلى عزلة عن المجتمع النرويجي وكتب اسمه في القائمة السوداء لكل من الصهاينة في تل أبيب ومن يناصرهم ويؤيدهم في بعض دول أوروبا ولم ينقص هذا الطبيب العظيم إلا الشهادتين ويدخل بهما الجنة ورغم ذلك كله صمتت منظمات حقوق الإنسان في العالم ولم تقل شيئاً عما شاهدته ورأته من فضائع آل صهيون في غزة وكأن ذلك كان عبارة عن مسرحية هزلية تم عرضها ثم انتهت فصولها بخروج المشاهدين وهم متأثرين فيما شاهدوه.
إنه حقاً عالم صهيوني؟
