عصام المطري
السودان ذلك البلد الإسلامي الذي تفاعل مع الإسلام وأبدى التزامه به "قيادةً وحكومة وشعباً" يدفع اليوم ضريبة ذلك الالتزام، ولا يعني ذلك أن لا نمثل الإسلام خوفاً من دفع الضريبة، بل على العكس تماماً يجب أن تزيدنا هذه الحرب على الإسلام تمسكاً والتزاماً به على مستوى القيادة والحكومة والشعب لأن الإسلام اليوم بات الوريث الشرعي للحضارة الأوروبية التي بدأت بالانكماش جراء تلك الأزمة المالية التي عصفت بالرأسمالية لنظام اقتصادي عصفاً أمام تقديم النظام الإسلامي الاقتصادي الذي تتمثله بعض الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية.
* إن عمر حسن البشير هو المنقذ الحقيقي للسودان، فقد كان السودان قبل مجيئه إلى سدة الحكم هزيلاً ومدمراً اقتصادياً، والجيش ضعيف أنهكته الحرب الأهلية التي لم يتمكن الجيش السوداني من حسمها، فجاء البشير وحرك الدنيا، واتبع نظام سياسي راشد، ونظام اقتصادي متقشف حتى تمكن من إخراج السودان من الأزمات العديدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى مختلف الصعد الحياتية الهامة، حتى أجرى الله عز وجل النصر على يديه ودخلت الأمة السودانية مرحلة جديدة من البناء والإعمار والتنمية الشاملة واتجه الشعب صوب الزراعة في الوقت الذي كرس فيه الاحتلال احتقار العمل في الأرض والزراعة حتى عافها السودانيون، المهم أن السودان حقق نهضة اقتصادية واسعة المجال، واستطاع أن يقدم البدائل الإسلامية في كل منحى من مناحي الحياة.
* وإذا كان السودان مستهدفاً دولياً بفعل سياسته الإسلامية المعتدلة في المنطقة فإن الواجب المقدس يحتم علينا التضامن مع السودان إرهاصاً للمخططات الجهنمية من أن تنفذ، وتفعيل تجمع صنعاء، وتفعيل دور الجامعة العربية في تعزيز جهاد السودان الطويل لأعمار الأرض وبناء الإنسان وهذا ما يجعلنا متخوفين على السودان والرئيس السوداني الشجاع الذي له مواقف حازمة وحاسمة لمناصرة قضايا الأمة الإسلامية والعربية فهم يريدون تصفية حسابات مؤجلة مع هذا الرئيس الفذ الذي أيقظ السودان ونحن ومن خلال هذا المبنى الحر الشامخ لنعلن تضامننا مع الرئيس السوداني تضامناً فعالاً وسوف نتحرك إعلامياً لنوقف الشارع العربي والإسلامي والشارع الغربي الأوروبي أمام حيثيات الاستهداف وحقيقته.
* إن المخططات الدولية الأجنبية الحاقدة تتولى تصفية الحسابات المؤجلة مع السودان، فسابقاً تعرض مصنع أدوية في السودان للقصف ظناً منهم أنه مفاعل نووي على حد قولهم، فأزهقوا المقدرات السودانية وقد رفعت قضية وكسبها المستثمر السوداني مع التعويض، المهم أننا اليوم سنقف مع السودان ونقول لا لتقسيم السودان لا لدعم المتمردين على الحكومة والرئيس السوداني ونطالب بحل سريع وفوري لإيقاف المصادمات مع المتمردين ومع الجيش السوداني الإسلامي البطل، فنحن مع السودان قلباً وقالباً على أن هناك دعماً غير محدود لمتمردي دارفور أصحاب الاتجاه الإسلامي المسيس فنحن نرفضهم، فمن شق عصا الطاعة فاقتلوه، وهكذا يقول الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيمن يخرج عن الجماعة ما لم يأت الحاكم بكفرٍ بواح يعلن فيه تعطيل الشريعة والتعاليم السماوية.
* على أن المخططات الأجنبية الدخيلة محكمة تهدف إلى تقويض أمن السودان وزعزعة أمنه واستقراره، الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وهذا ما يدعو الأمة الإسلامية في السودان إلى الحذر الشديد، والعمل على إفشال تلك المخططات من خلال إشاعة ثقافة المحبة ونبذ ثقافة الكراهية والتفرقة، والالتفاف حول القيادة السياسية الظافرة ممثلة بالأخ/ عمر حسن البشير حفظه الله وأبقاه الذي بنى اقتصاد السودان وجعله بلداً حراً مستقلاً، فسياسته الإسلامية متوسطة ومعتدلة وليست متطرفة أو مغالية، فالرئيس السوداني صاحب توجه إسلامي مرن معتدل وسطي لا إرهابي أو متطرف. . والله من وراء القصد.