شكري عبدالغني الزعيتري
يتعرض الإنسان باستمرار لكميات من الإشعاع من مصادر طبيعية وصناعية وعلى رأسها الإشعاع الصادر من مصادر طبيعية إذ يصل ما يتعرض له الإنسان سنويا في المتوسط الطبيعي إلي حوالي (125) ميكروجرام. ويرتفع هذا المقدار إلى (500) ميكروجرام سنويا لمن يسكنون في مناطق جبلية مرتفعة حيث يزداد تواجد الإشعاع في المناطق الجبلية أو تلك التي تكثر فيها الرمال السوداء. . وأيضا يتم التعرض للإشعاع من وسائل التشخيص والعلاجات الطبية وعلي رأسها ( أجهزة الأشعة ). . وأيضا لما يتعرض له الإنسان من جرعات إشعاعية إضافية عندما يجلس عند شاشة التلفزيون أو عندما يسافر في الطائرة. . . فالإنسان من أكثر الكائنات الحية نباتا أو حيوانا تأثرا بالإشعاع. وآثار الإشعاع لا تتوقف على مقداره فقط بل أيضا علي مقدار الكتلة الحية التي تتعرض له. وعلية فان العلماء المختصين ابتكروا العديد من طرق الرقابة الطبية المستعملة في تقدير آثار التعرض الإشعاعي لتمثل طرق (وقاية ) سواء كان للعاملين الذين يعملون في مجال الطاقة النووية والمواد المشعة أو في مناجم استخراج اليورانيوم أو للسكان الذين قد تتعرض مناطقهم إلي تلوث إشعاعي. وقد اعتمدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية خطوات تتبع كأسس للرقابة الطبية تتلخص هذه الطرق فيما يلي : (1) التقنين البيولوجي : وهذا يعتمد علي قياسات مباشرة للنويدات المشعة التي تدخل الجسم ويتم ذلك بفحص عينات من سوائل الجسم والفضلات الخارجة إذ تدخل النويدات المشعة إلي داخل الجسم عن طريق التنفس أو البلع أو الجلد أن كان به جروح أو تشققات. والمسارات التي تمر بها النويدات داخل الجسم والآثار التي تسببها ومدى تواجدها في الجسم وانتقالها من عضو إلى آخر داخل الجسم ومدة بقائها بالجسم كلها أمور تتوقف على الخواص الكيميائية للمادة المشعة. وقد قامت اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع (icrp ) بعمل نماذج قياس الجرعة للجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وقد قسمت النظائر المشعة إلى ثلاثة مجموعات طبقا لمدى بقاء هذه النظائر في الجهاز التنفسي (2) فحص البول : وذلك يتم بفحص البول بطريقة الفلورومتر وهذه الطريقة لها حد ادني من التركيز لإمكانية الكشف وهذا الحد هو ( واحد إلي خمسة ميكروجرام في اللتر من البول ) للإنسان الذي يكون قد تعرض لإشعاعات ويتم فحصه لاتخاذ الوقاية من التعرض لمزيد من الارتفاع عن الحد المقبول من الإشعاع في جسمه. وأيضا الطريقة الحديثة استعمال الليز الفلورومتري. كما أن خروج (150) ميكروجرام يورانيوم في ساعة لدى إنسان تعرض للإشعاع دلالة علي أن (الكلى ) قد وصلت إلي حد (السمومية) من تركيز اليورانيوم في جسمه. ويستحسن عمل فحص الزلال في البول للتأكد من سلامة الكلى من الضرر. كما يتم فحص الثوريوم في البول بطريقة الكالوريمتري أو طريقة الراديومتري وتحتاج إلي لتر من البول والحد الأدنى من التركيز ووجود الإشعاع في جسم الإنسان هو ( واحد ميكروجرام في اللتر ) كما انه يمكن استعمال مقياس (طيف ألفا ) ويجب معاملة نتائج فحص البول لليورانيوم والثوريوم بحذر شديد وذلك لاختلاف النتائج بسبب اختلاف معدلات التبول والتركيز داخل الجسم وعوامل بيولوجية تختلف من فرد إلي فرد. (3) فحص البراز : وهذا يعتمد علي أن الجزء الأكبر من اليورانيوم والثوريوم يتم خروجه من الجسم عن طريق البراز ولكن لصعوبة اخذ العينات وصعوبة معاملتها المعملية يقتصر هذا الفحص علي حالات خاصة. (4) العداد الكامل للجسم : هذه الأجهزة عبارة عن كواشف حساسة من بلورات صوديوم الكلوريد بمختلف الإحجام والأعداد تستعمل داخل غرفة ذات خلفية إشعاعية منخفضة جدا ويمكن لهذه الأجهزة التعرف على أنواع وكميات وأماكن تركيز وتجمع المادة المشعة داخل الجسم أو داخل عضو معين من الجسم وقد تطورت هذه الأجهزة خلال السنوات الأخيرة تطورا كبيرا من ناحية الدقة في المعلومات التي تنتج من القياسات عن هذه الأجهزة. (5) قياس غاز الرادون والثورون في الزفير : يمكن قياس غاز الرادون والثورون في الزفير ويستعمل هذا لمعرفة كمية العنصر المشع (وهو عنصر الراديوم 226) الموجود في الجسم. كما أن هناك أنواع أخرى من الفحوصات الطبية التي يمكن القيام بها للإنسان الذي قد يتعرض لتلوث إشعاعي ومنها فحص الدم ونسبة الهيموجلوبين وفحص الكروموزومات وفحص لتقدير نسبة الزلال في البول وفحص البصاق. . . . تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثانية عشر بعنوان( من فوائد المواد والطاقة النووية )