في هذه الحلقة نواصل الكتابة بالقول بأن اليورانيوم يعد مصدراً أساسياً للوقود النووي وهو العنصر الرئيسي في استخدام الطاقة النووية. ومن فوائد اليورانيوم مايلي : (1) اليورانيوم يعد من المصادر الرئيسية لإنتاج الطاقة الكهربائية في كثير من الدول حيث تمثل الطاقة الكهربائية المولدة بواسطة المحطات النووية ما يقارب 17% من مجموع الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم وحيث انه تتزايد حاجة الإنسان للطاقة الكهربائية بمرور الزمن ولاسيما أن مصادر الطاقة وخاصة (البترول والفحم ) باتت تتناقص باستمرار وبصورة سريعة ومهما مر من وقت فلا بد أن يأتي يوم تنضب فيه هذه المصادر. ولهذا لجأ العلماء للبحث عن البدائل إذ انه مع نهاية الحرب العالمية الثانية بدأت جهود حقيقية في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (سابقا) وبعض الدول الأوروبية لتطوير تكنولوجيا الاستخدام السلمي للطاقة النووية والمواد النووية. حيث بازدياد التقدم الصناعي للمجتمعات تزايدت الحاجة للطاقة الكهربائية ولهذا فإن موضوع مصادر الطاقة ونفاذها دفع الإنسان للبحث عن بديل للمصادر التقليدية للطاقة وحتى اليوم يرى العلماء بأن الطاقة النووية واستخدام المواد النووية (اليورانيوم ) هي المرشح الأقوى لعملية التعويض وسد النقص الحاصل في الطاقه الكهربائية إذ أن غرام واحد من اليورانيوم تحرر طاقة مقدارها (عشرون ) مليون كيلو سعره أو (23000) كيلو وات/ ساعة وهي أكثر من مليوني ضعف الطاقة التي تتحرر من احتراق نفس الكمية من النفط والفحم وهذا يعني أن الطاقة التي تتحرر من احتراق طن واحد من اليورانيوم تكافئ الطاقة المتحررة من أكثر من اثنين مليون طن من أجود أنواع الفحم. . . وقد بلغ عدد المحطات النووية التي تستخدم مادة اليورانيوم كوقود نووي أكثر من أربعمائة وأربعين محطة نووية. . . والمحطات النووية العاملة حتى يناير 2004 م مسئولة عن إنتاج (361،582 ) جيجاوات وينتظر أن ينضم لها (31محطة نووية) تحت الإنشاء لدي دول نووية. ويصل إنتاج الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية إلى حوالي 17% من مجمل الطاقة الكهربائية المنتجة في العالم. حيث تصل نسبة الطاقة الكهربائية المنتجة من المحطات النووية في بعض الدول إلى أعلي من 77% مثل فرنسا وليتوانيا بينما تصل إلى حوالي20% في الولايات المتحدة وأسبانيا والمملكة المتحدة وتنخفض إلى 2، 2% في الصين. . . وسوف تتعاظم مشاريع الإنتاج في مجال الطاقة خلال العقد القادم بسبب الطلب العالمي المتزايد على الطاقة وخاصة الطاقة الكهربائية وسوف تمثل أسعار ووفرة موارد الطاقة المختلفة ومن ضمنها اليورانيوم العوامل الأساسية المتحكمة في عملية اتخاذ القرار من أصل التخطيط لإنتاج الطاقة في العالم (2) استخدام الأشعة المؤينة في حفظ الأغذية بالطرق الملائمة حيث أن من أهم خواص أشعة جاما قدرتها على إبادة الميكروبات وذلك بفعل قدرتها على النفاذ إلى أماكن نموها بين أنسجة المادة الغذائية مما يؤدي إلى إطالة فترة تسويقها وتقليل الفاقد منها. عند استخدام الأشعة المؤينة يمكن الحصول على منتج غذائي صحي غير قابل للفساد وذلك بالقضاء على جميع الميكروبات أو التخلص من الميكروبات الممرضة. (3) تعد الصناعة من أهم المجالات التي استفادت كثيرا من الاستخدامات المختلفة للنظائر المشعة وتتمثل هذه الاستفادة أساسا في توفير الطاقة والمواد الخام والوقت والجهد. والأمثلة على الاستخدامات السلمية للنظائر المشعة في الصناعة تفوق الحصر ومجمل القول انه لا توجد حاليا صناعة ضخمة إلا وتقوم في خطوة من خطوات الإنتاج فيها باستخدام النظائر المشعة. (4) تستخدم النظائر المشعة في تقنيات الطب النووي وفي تحضير المركبات الكيميائية والصيدلانية ولأغراض تشخيص أمراض القلب وأمراض الكلى والمسالك البولية وفي التصوير للعظام والمفاصل وتشخيص الأمراض الخبيثة وأمراض الدماغ. (5) تستخدم المواد النووية والإشعاعات في البحث العلمي لغرض تحقيق التنمية. . . تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الثالثة عشر بعنوان(المفاعلات النووية. . أنواعها وأهميتها). <
Shukri -_alzoatree@yahoo. com
