على منصور مقراط
تحت هذا الشعار ذو المعاني والدلائل الكبيرة وهو "أمن الوطن مسؤولية وطنية وجماعية" تتواصل في جميع محافظات البلاد فعاليات انعقاد المؤتمرات السنوية للأجهزة الأمنية التي تشارك فيها قيادات الوحدات الأمنية والإدارات وأقسام الشرطة في كل محافظة على حدة والذي يأتي انعقادها هذه الأيام عقب المؤتمر السنوي ال "19" لقادة وزارة الداخلية الذي انعقد خلال الفترة "24-26" يناير 2009م وافتتح أعماله فخامة الأخ المشير/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله" بكلمة توجيهية هامة ثمن فيها الجهود الأمنية التي بذلت خلال العام المنصرم ونتائجها الإيجابية في الوقاية من الجريمة ومكافحة الأعمال الإرهابية.
* الثابت أن هذه المؤتمرات السنوية لقيادات المؤسسات الأمنية تجري هذا العام في ظل ظروف بالغة الأهمية والتعقيد تعيشها البلد أو بالأصح ما هو حاصل من اضطرابات وتداعيات وأحداث أمنية في بعض المحافظات وتبرز الأهمية القصوى للفعاليات الأمنية إياها في عملية التقييم الصحيح للمشهد الأمني بين العام الفائت وحتى الشهر الثاني من العام الحالي 2009م سلباً وإيجاباً والأرجح الوقوف بمسؤولية أمام الأخطاء والإخفاقات التي حدثت والعوامل المسببة للفلتان الأمني وترهل بعض الإدارات والوحدات الأمنية في أدائها وإيجاد الحلول والمعالجات وتلافي تلك المشكلات وحسمها نهائياً بعيداً عن السكوت والاتكالية وإخفاء الحقائق ورمي المسؤولية كل على الآخر مما يؤدي إلى استفحال الممارسات الخاطئة وإعطاء الفرصة للقوى الحاقدة والعناصر التخريبية في التمادي بأفعالها وعبثها بالأمن والسكينة العامة.
* لقد كنت بالأمس حاضراً في الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر السنوي للقيادات الأمنية بمحافظة أبين التي لا يخفى على أحد ما تمر به هذه المحافظة من حوادث واختراقات لم تعدها من سابق إطلاقاً وأخطر من ذلك يحدث في جعار التي لا داعي لتناول تفاصيل ما وصلت إليه من أوضاع بلغت مشارف الانهيار، وحقيقة أنه ومنذ "19" عاماً على استعادة الوحدة المباركة لم تصل الأحوال الأمنية إلى هذا المستوى المهول، أتذكر أن أسماء عديدة مرت على كرسي قيادة أمن أبين ابتداء من نجيب الكامل وحسين علي هيثم وأحمد الهمداني ود/ أحمد علي جندب إلى العميد/ حمود الشيخ ود/ أحمد المقدشي وأخيراً حل العميد/ حمود الحارثي، لكن أسوء خطر أمني تمر به أبين الآن.
* الراجح أن كلمة المحافظ م. أحمد الميسري التوجيهية أمام قيادات الأمن في افتتاح أعمال مؤتمرهم أمس قد مثلت وثيقة وشخصت الواقع بشفافية ووضوح وهو يقول أن مؤتمركم ينعقد في ظروف غاية في الدقة كون العمل الأمني لم يسر بشكله الطبيعي المفترض، ليس لديكم أمام المواطن والرأي العام والقيادة العليا أية مبررات لهذه الاخفاقات وزاد المحافظ القول: أشاهد أمامي كبار القيادات والضباط على درجات عالية وألقاب مختلفة القائد العسكري المحترم والمحنك يستطيع أن يقف أمام العجز والإمكانيات ولفت أنه من السهل اختلاف الأعذار والفشل وخلق المبررات لذلك، يدخل الوهن والضعف إلى نفوس كل الأدوات البشرية التي تستخدم للأداء الأمني يجب أن تنصف مرحلتكم، يجب أن لا يقدمكم التاريخ أنكم قيادات هزيلة وتقدمون أسوأ أداء أمني، اتركوا الناس فهيبة النظام والقانون ممثلة فيكم، فالجانب الأمني مسؤولية الجميع، لكن أنتم الطليعة هذا الكلام وكثير من المفردات الحساسة قالها المحافظ في كلمته الهامة التي نأمل أن تدخل في أدمغة القيادات الأمنية وتستوعبها وتنقض بواجباها المواجهة قوى الشر وعصابات العبث بالأمن في جعار وكل أبين والله الموفق. <