أبو بكر محمد علي عبدالسلام
رغم أننا أبناء الشهداء قد فقدنا آباءنا في سن كنا فيه بأمس الحاجة لوجودهم معنا للعيش في كنفهم ولننعم بدفئهم وحنانهم رغم ذلك كله إلا أن عزاءنا أنهم كانوا أبطالاً قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن ولثورته واستقلاله وحريته للدفاع عن قيمه العربية والإسلامية وكانت قيمهم النبيلة من عوامل انتصار الوحدة الأساسية، نعم إننا لم نجد من يمسح دمعة الحزن التي انسابت من أعيننا ونحن صغار.
كما أننا اليوم لم نحصل على حقوق آبائنا وحقوقنا كأبناء شهداء فأصبحنا مشردين تتقاذفنا أمواج قهر هذا الزمان وتلفحنا حرارة شمسه المحرقة.
إن من يطلق دعوات التضليل دعوات طمس الحقائق التي زينها وجملها بكلمات منمقة وعبارات شجية ليدغدغ بها مشاعر ويكسب بها العواطف هم من قد أوصلوا شطرنا الجنوبي من الوطن اليمني الحبيب إلى غياهب الظلام والظلمات، إن من أطلق عبارات وشعارات "التسامح والتصالح" هم أنفسهم أصحاب العقول المصدية والنظرات السوداوية والأفكار الإرهابية المتطرفة التي عملت منذ سبعينيات القرن الماضي على إبعاد شطرنا الجنوبي من الوطن اليمني وعملت على تهديم قيمه العربية والإسلامية واستبدلها بأفكار ونظريات غريبة على مجتمعنا وهم من حاول إعادة تقسيم الوطن.
إن أوكار التطرف الفكري التي قتلت وعذبت آباءنا وعملت على مسخ عقول مجتمعاتنا الأصيلة بالأمس هي نفس الأوكار اليوم التي تنطق منها تلك الدعوات، نعم إنها نفس الأوكار المسمومة وإن تغيرت أساليبها وغطت وجوهها بأقنعة الطهر والعفاف.
إن ما يدمي قلوبنا أن هؤلاء لم يكتفوا بإراقة دماء آبائنا ولكنهم عملوا على أخذ درجاتهم الوظيفية ورتبهم العسكرية التي اكتسبوها عبر مسيراتهم النضالية وقاموا بإعطاء أبنائهم وأقاربهم ومن سار وراءهم تلك الدرجات والرتب، والمضحك المبكي أنهم يدعون ويرفعون شعارات التسامح والتصالح، إننا نتسائل أي تسامح وتصالح هذا الذي أخرجته نفس العقول التي حملت الأفكار الهدامة والمتطرفة والتي حاولت شق الوطن في حرب صيف 1994م، نعم فنحن أبناء الشهداء نطالب بحقوقنا وترتيب أوضاعنا ونشدد على مطلبنا هذا الذي نريد أن يعطى لنا من البوابات الوطنية التي نرى صور آبائنا متجسدة على هاماتها وإن ما يحز في نفوسنا أن قيادتنا السياسية احتضنت جزءاً من أبناء شهداء 13 يناير وأهملت الجزء الأكبر الذي عانى إلى جانب اليتم التشرد والملاحقة والفقر والحرمان، علماً بأني أنا أبو بكر محمد علي عبدالسلام ابناً للشهيد محمد علي عبدالسلام الذي استشهد في حرب 13 يناير 1986م.<