عبدالباسط الشميري
لا أبالغ لو قلت أن الصحفي الشهير محمد حسين هيكل يعد موسوعة تأريخية أو فلتة، لا اعتقد أنها ستتكرر وبسهولة، أقول هذا والرجل ليس بحاجة لشهادتي أو لشهادة غيري، لكن ومن خلال المتابعة الحثيثة لما يقول الرجل سواء عبر شاشة الجزيرة الفضائية أو عبر الصحافة ما كان يكتبه في مجلة وجهات نظر شيء يستحق الوقوف عليه وكنت قد تابعت موضوعاً ورد في المجلة في العام 2002م عبارة عن وثائق تحدث عنها هيكل في العام 2000م أي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكانت تلك الوثائق تحكي كيف يتعاطي الصهاينة مع القمم العربية. . وتشرح أيضاً كيف يرى بن جوريون أن العرب. . المثقلين أصلاً بتناقضاتهم الداخلية نفسهم قصير، فهم قد يستطيعون تعبئة جهودهم لفترة زمنية محدودة لكنهم إذا طال الوقت تراخت تعبئتهم وضعفت حماستهم وأخذتهم شواغل أخرى غير تلك التي جمعت بينهم يومها تحدث هيكل في حواره مع الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران حول اتفاق أوسلو بعد أسابيع من إعلانه عام 1993م والذي عبر فيه الرئيس الفرنسي رغم أجواء التفاؤل الاحتفالية وقتها عن اعتقاده بأن الطرفين لن يصلا إلى حل قبل خمس أو ست سنوات، رغم كل ما قدمه عرفات يومها لأن الإسرائيليين يلجؤون إلى تدويخ الفلسطينيين حتى يخفضوا سقف توقعاتهم قبل الدخول في التفاوض الجاد وذلك بإضاعة الوقت والجهد معاً.
ونحن في استعراض عابر للمواقف العربية الإسرائيلية أو لنقل الفلسطينية الإسرائيلية فقرابة عقد ونيف من الزمن لم تتقدم عملية الحوار والسلام الوهم خطوة واحدة للأمام.
وخلال هذه المرحلة وكما يشاهد العالم أجمع وشاهد الحرب الوحشية التي جرت وكلنا كنا شعلة حماس لمحاكمة الصهاينة ولا يزال عدد من العرب والأجانب يحاولون تسجيل وتوثيق الشهادات لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية أو إلى المحاكم الدولية الأخرى لكن يا ترى لا زال الحماس كما هو سؤال لا ينبئ عن حالة من اليأس لكن من باب الاطمئنان.
* فقبل أيام أيضاً كنت اقرأ في إحدى المجلات العربية التي صدرت قبل سنوات والتي كشفت كيف كان الجيش الصهيوني يقوم بإعدام ضباط وجنود الجيش المصري الأسرى في 1967م بعد النكسة، وكيف قامت مصر ولم تقعد عندما كشف الأمر في النصف الثاني من عقد التسعينيات، ثم ما لبث أن صمت الجميع ولم يعد أحد يتحدث عن جنود وأسرى الجيش المصري الذين دفنوا أحياء، بل كانوا يطلقون عليهم النار وبصورة جماعية وقد صورت الأجهزة الصهيونية تلك الحوادث وفضحتها إحدى المجلات المصرية الشهرية في 1996م لكن القضية عادت إلى الأدراج ولم يعد أحد يتحدث عنها، بل لقد رأينا كيف تدافع حكومة مصر وبقوة عن جرائم وأفعال الجيش الصهيوني وكأن شيئاً لم يكن بين مصر وبني صهيون.
وختاماً نقول هل غضب الأعراب فعلاً ساعة وانتهى الأمر أم أننا سوف نستمر ونصل بجرائم حرب العدو إلى محكمة لاهاي وننتصر لأنفسنا ولإخواننا نتمنى أن تصل أصواتنا بالفعل لتكون كلمة الفصل!. <