د. عبدالله الفضلي
2- قناة الBBC الفضائية والحرب على غزة. .
من خلال تتبعي المستمر للبث الإذاعي والتلفزيوني للمقابلات والندوات والحلقات والمنتديات والتعليقات الصحفية على خلفية أحداث غزة المؤلمة والتي بثتها وسائل الإعلام المختلفة لفت انتباهي في إحدى هذه المقابلات التي كانت تدور حول تقصير قناة ال BBC الفضائية تجاه أحداث غزة وعدم بث المشاهد المرعبة التي ارتكبتها الآلة العسكرية الجبارة للعصابة الصهيونية في تل أبيب واكتفت هذه القناة ببث الأخبار والصور العادية بالإضافة إلى امتناع القناة عن بث نداء إغاثة للفلسطينيين تقدمت به جماعات وجمعيات وهيئات ومؤسسات بريطانية وعربية وإسلامية وقد تعرضت قناة الBBC لانتقادات واسعة النطاق من قبل المجتمع البريطاني بكل طوائفه وشرائحه بالإضافة إلى معظم انتقادات الكتاب والصحفيين والإعلاميين العرب حيث تبين فيما بعد أن قناة BBC قد أبرمت وعداً مع كثير من الإسرائيليين من سياسيين وقادة عسكريين وإعلاميين ورجال أعمال أن تكون قناة الBBC محايدة تجاه أحداث غزة وأن تقتصر تغطيتها على الأخبار العادية وبعض الصور غير المرعبة التي لا تثير الرأي العام البريطاني وذلك بمقابل صفقات سرية بين الجانبين وهذا بالفعل ما لمسناه وما شاهدناه في ال BBC وانحيازها الإعلامي الواضح إلى جانب العدوان الصهيوني.
فهل سمعنا أو قرأنا أن هناك صحفيين أو سياسيين أو قادة عرباً قد استخدموا نفوذهم وأموالهم في كسب بعض القنوات الغربية إلى صفوف العرب وإنصافهم وقول الحقيقة؟ بالطبع هذا لم يحدث لا من قبل ولا من بعد لأننا أمة مستهلكة ومستكينة وميتة ولا حياة لها والغرب وإسرائيل يدركون ذلك جيداً لأنهم مقتنعون بأن لا عربياً واحداً مهما كان موقعه أو ما يمتلك من مال أن يفعل ما فعله بنو إسرائيل ومدى تغلغلهم في الإعلام العالمي ومدى سيطرتهم على هذا الإعلام فسفراء الكيان الصهيوني لا يهدؤون ولا ينامون في الدول الغربية فيتأثرون تأثراً كبيراً من هؤلاء السفراء في هذه المجتمعات من خلال تنقلاتهم وإلقاء محاضراتهم في الجامعات الأوربية والمنتديات والمؤتمرات والندوات بينما نجد أن السفراء العرب لا يهتمون بهذه القضايا فهم "أذن من طين وأذن من عجين" ويعيشون في المجتمعات الغربية منعزلين عن هذه المجتمعات ولا يحاولون مجرد محاولة تسليط الضوء على القضايا العربية مع الكيان الصهيوني ولذلك فسفراء إسرائيل في دول العالم لا يهدؤون ولا يكلون أو يملون وهم يشرحون للعالم قضيتهم ويوضحون لهم وجهة نظر واحدة هي إسرائيل وإنها دولة مستضعفة ومكروهة وتحيط بها أقطار عربية متطرفة ومتوحشة وجبارة ويريدون إزالة إسرائيل من على خريطة المنطقة وقد علق أحد السياسيين الأوروبيين على هذه الظاهرة بقوله: لقد أرغمنا سفراء إسرائيل على التحول نحو قضيتهم وتبني وجهات نظرهم من خلال إلحاحهم المستمر بعرض وجهات نظر بني إسرائيل ومنذُ زمن بعيد وعلى سفراء العرب السلام " وأمجاد يا عرب أمجاد"؟. <