بقلم :احمد عمرابي
هل هي بداية النهاية للعبة التفاوضية العبثية؟ نعم. هذا ما تعكسه نتائج الانتخابات الإسرائيلية، فهي في إجمالها تعبير عن فوز عام لأحزاب اليمين المتطرف التي ترتكز مبادئها وشعاراتها إلى رفض صريح لقيام دولة مستقلة قابلة للحياة للشعب الفلسطيني. وهو رفض غير قابل للمساومة التفاوضية.
اليمين المتطرف الإسرائيلي يتكون من ثلاثة أحزاب رئيسية، هي الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو و«إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان، والحزب الديني المتشدد «شاس»، بالإضافة إلى أحزاب صغيرة أخرى. ولكي يتمكن هذا التجمع في الانفراد بتشكيل حكومة ائتلافية فإنه يحتاج إلى 61 مقعداً من مقاعد البرلمان (الكنيست)، بينما يبلغ مجموع المقاعد التي يملكها فعلاً 65 مقعداً.
ربما ينتهي أمر التشكيل الحكومي إلى اتفاق بين مجموعة أحزاب اليمين المتطرف هذه وحزب «كاديما» بزعامة تسيبي ليفني يفضي إلى إقامة «حكومة وحدة وطنية». ولكن بالنظر إلى التفوق الانتخابي لليمين المتطرف فإن نفوذه في مثل هذه الحكومة سيكون الأقوى، وبالتالي ستكون توجهات هذه الحكومة خاضعة لأجندته.
ما هي هذه الأجندة؟ أو بالأحرى ما هو الحد الأدنى من الرؤى التي تجمع بين أحزاب اليمين المتطرف؟
رغم اختلافاتها في بعض التفاصيل فإن هذه الأحزاب متفقة على المرتكزات الأساسية الآتية:
لا لقيام دولة فلسطينية مستقلة. . فلا يسمح للفلسطينيين إلا بنظام حكم ذاتي تحت السيادة الإسرائيلية. لا لعودة اللاجئين الفلسطينيين بحال من الأحوال. القدس تبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل الضفة الغربية أرض مقدسة «توراتياً» لا يجوز لليهود التفريط فيها.
ماذا يعني هذا كله في ظل قيام حكومة إسرائيلية جديدة تنطلق منها سياسة صريحة معلنة بأن قضايا «الوضع النهائي» التي تقرر المصير النهائي للشعب الفلسطيني غير قابلة لأي أخذ ورد أي غير قابلة لتفاوض؟ يعني هذا أولاً سقوط الاستراتيجية التي تنتهجها قيادة السلطة الفلسطينية بإلزام نفسها بالخيار التفاوضي فقط كنهج أوحد للتعامل مع الجانب الإسرائيلي.
ثانياً. . ستجد الإدارة الأميركية نفسها في حرج كوسيط تفاوضي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. . فكيف يتسنى للولايات المتحدة لعب دورها الوساطي إذا كان أحد الطرفين يرفض ابتداء مبدأ التفاوض على القضايا الأساسية؟. <