عصام المطري
التوافق السياسي الوطني بين المجاميع والقوى السياسية والاجتماعية أمر ضروري لاستمرار الحياة السياسية، فمن خلال التوافق السياسي الوطني يمكن أن نحقق أهدافنا الوطنية والسياسية في البناء والإعمار الوطني والتنمية الشاملة، فهو أي التوافق السياسي الوطني مقدمة حتمية لحصول الانفراج السياسي، وآلياته حسن النوايا والصدق مع النفس، والشفافية والوضوح، والتحرك الجاد والمثمر على الخارطة الوطنية تحركاً كبيراً يحقق للأمة المجد والسؤدد والرفاه والتقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
إننا مع التوافق السياسي الوطني، ومقدمته الحتمية الحوار الهادئ الدافئ الذي يقرب بين وجهات النظر، ويدعو إلى التطابق فيها وفي الآراء المتباينة، ومسك العصا من النصف، والتوجه بروح وطنية لتذليل مختلف الصعاب والعوائق التي تقف أمام السلم والتوافق السياسي الوطني، وهذا ما يدعو إلى التجرد، والعمل بروح الفريق الواحد من أجل استعادة العافية لجسد التنمية النحيل الذي يخفق قلبه خوفاً من الفشل الذريع، فالتوافق السياسي الوطني هو الملاذ الآمن.
والتوافق السياسي الوطني يمكن المجاميع والقوى السياسية والاجتماعية من تدشين أعمال مشتركة نحو الفعل الوطني والعمل الوطني المشترك الذي يحقق نوعاً من الهدوء، ويدفع بالأطراف المتشابكة المتشاركة إلى العمل تحت مظلة الإجماع الوطني، ويحققوا للأمة مزيداً من السؤدد والمجد والعافية السياسية في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية والإعلامية وغيرها الكثير من مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة.
إننا مع التوافق السياسي الوطني، وفي أنه ثمرة من ثمرات الحوار السياسي الوطني الهادئ المتزن المرن الوسطي المعتدل الذي يلبي كافة الاحتياجات والمطالب لشركاء الفعل السياسي الواحد المبرأ من الأهواء المتضاربة والمتشاكسة، والمبرأ أيضاً من النزعات المناطقية والمذهبية والطائفية والسلالية والعنصرية، إنه العمل السياسي الوطني الموحد الذي يصنع كافة الأهداف والغايات الوطنية أمامه عند إجراء أي فعل سياسي في الخارطة السياسية الوطنية على وجه البسيطة.
والتوافق السياسي الوطني واحد من المنقذات من التصدعات والتشققات السياسية الوطنية، وهو عملية ترميمية تجري لتحسين وجه النظام أمام الرأي العام الذي فقد الثقة به وبأحزابه المتعددة والمتنوعة على حد سواء.
فلا بد من تدشين الحوار السياسي الوطني المسؤول من أجل الحصول على التوافق السياسي الوطني المطلوب لدى جميع فصائل العمل السياسي المتعدد والمتنوع وفي كافة المستويات.
ولئن كان التوافق السياسي الوطني المطلوب مدخلاً مناسباً للتفاهم السياسي وللاتفاق الوطني فإن ذلك يستدعي سرعة التوصل إليه وتجسيده على أرض الواقع العملي المعيشي ولنعلم أن من مدخلاته والموصلات إليه هو الصدق والشفافية والوضوح والثقة المتبادلة وتوطين النفس على الثقة بالطرف والأطراف الآخرين، فمن العيب تدشين التوافق السياسي وفي الأنفس حزازات.
وإذا كان الشارع الشعبي والجماهيري يتطلع لمثل هذا التوافق فإن ذلك يفرض سرعة تمثيله وتحقيقه على أرض الواقع العملي المعيشي بغية الإفادة منه في دعم كامل للأمن والاستقرار والهدوء من أجل وطن حر مستقل يحظى بتأييد شعبي وجماهيري واسع النطاق على وجه البسيطة الوطنية من غير أن تمس ثوابت الأمة الوطنية والقومية والإسلامية، والله من وراء القصد. <