د. عبدالله الفضلي
إن قناة "الجزيرة" هي الأولى في العالم والأكثر إقبالاً من المشاهدين في كل مكان، فقد أثبتت قناة "الجزيرة" الفضائية جدارتها كما أثبتت هويتها وعروبتها، فهي القناة المفضلة لدى "99%" من المشاهدين العرب والأجانب خاصة وقد أوجد القائمون على هذه القناة قناة فضائية موجهة إلى أوروبا والأميركيتين باللغة الانجليزية حتى تعم الفائدة على العالم كله وكانت قناة "الجزيرة" عند مستوى المسؤولية فقد وجهت كل طاقتها وطواقمها الإعلامية لخدمة قضية غزة والمحرقة البشعة التي تعرضت لها منذ السابع والعشرين من ديسمبر وحتى الثامن عشر من يناير ونقلت للمشاهدين وعلى مدى أربع وعشرين ساعة كل الأحداث والتطورات والتظاهرات التي خرجت في أنحاء العالم بأكمله حيث غطى مراسلو الجزيرة المنتشرون في دول العالم كل مظاهر التضامن والتأييد للفلسطينيين والتنديد والشجب للعدوان الصهيوني على غزة وكان طاقم الجزيرة من الإعلاميين والمراسلين والمخرجين وكأنهم مجاهدون في سبيل الله خاصة أولئك المراسلين الذين كانوا يبثون للجزيرة أدق التفاصيل عن محرقة غزة وهم تحت النيران والطائرات والصواريخ الإسرائيلية وقد جاهدوا جهاداً كبيراً ولم يخافوا على أنفسهم أو على حياتهم من أي صاروخ أو قنبلة أو دانة مدفع صهيوني وقد كانوا مستعدين للشهادة ولم ينم بعضهم أو يسترخي لبعض الوقت حيث كانت الجزيرة على اتصال دائم بهؤلاء المراسلين بين لحظة وأخرى.
إن قناة "الجزيرة" قد ضربت المثل الأعلى في الانتماء العربي الإسلامي وتسخير هذه القناة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وعرض وجهات النظر المختلفة والرأي والرأي الآخر وقد أسكتت هذه الجزيرة كل الأصوات الشاذة التي كانت تشكك بتوجهات ونوايا الجزيرة حيث اتهموها بأنها قناة تخدم السياسة الأميركية والصهيونية ولكن وبعد كل ما شاهدناه وسمعناه وتابعناه على هذه الشاشة من مصداقية ومواقف قومية صادقة وتوجه حقيقي لخدمة القضايا العربية وتعرية مغالطات العدو الصهيوني ودحض مزاعمه الكاذبة التي أبداها ليبرر للعالم أسباب إقدامه على محرقة غزة تأكد لنا أن قناة "الجزيرة" لا غبار عليها ولا شك أبداً في توجهها العربي، هذا فضلاً عن تعرية بعض الجهات العربية وبعض المسؤولين فيها الذين خذلوا محرقة غزة وجعلوها تسلية ومسرحية درامية انتهت فصولها بمآسي وحزن وألم وبشاعة وفظاعة ولكن هذه المواقف المحزنة لم تزدهم إلا عتواً ونفورا وبعداً عن مواطنيهم وشعوبهم وشوارعهم فقد كانت قناة "الجزيرة" هي المنبر الذي يعتليه كل مظلوم أو مقهور أو محبط ليقول ما يشاء دون كبت أو تكميم أو تقييد.
فتحية لقناة "الجزيرة" والقائمين عليها من أعماق قلوبنا، فإن أجرهم عند الله في الدنيا وفي الآخرة.<