محمد مرشد الإدريسي
عقيدة الرافضة في الصفات
وكان الرافضة أول من قال بالتجسيم، وقد حدد شيخ الإسلام ابن تيمية أن من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء الروافض هو هشام بن الحكم كما في "منهاج السنة (1/20) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبدالرحمن القمي، وأبو جعفر الأحول.
وكل هؤلاء المذكورين من كبار شيوخ الأثنى عشرية، ثم صاروا جهمية معطلة كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين بالصفات السلبية التي ضمنوها الصفات الثابتة له سبحانه، فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول إنه تعالى "لا يوصف بزمان، ولا مكان ولا كيفية، ولا حركة ولا انتقال، ولا شيء من صفات الأجسام وليس حساً ولا جسمانياً ولا صورة".
فسار شيوخهم على هذا النهج الضال مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
كما أنهم ينكرون نزول الله جل شأنه، ويقولون بخلق القرآن، وينكرون الرؤية في الآخرة، جاء في كتاب "بحار الأنوار" أن أبا عبدالله جعفر الصادق سئل عن الله تبارك وتعالى: هل يرى يوم المعاد؟ فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيرا، إن الأبصار لا تدرك إلا ما له لون وكيفية والله خالق الألوان والكيفية.
بل قالوا: لو نسب إلى الله بعض الصفات كالرؤية حكم بارتداده، كما جاء ذلك عن شيخهم جعفر النجفي في كتاب "كشف الغطا" (ص417) علماً أن الرؤية حق ثابت في الكتاب والسنة بغير إحاطة ولا كيفية كما قال تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة".
ومن السنة ما جاء في الصحيحين: "صحيح مسلم" و"صحيح البخاري" من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال: كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: "إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته" أخرجه البخاري برقم (544)، ومسلم برقم (633).
والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة لا يسعنا ذكرها.
ما اعتقاد الرافضة في القرآن الكريم الموجود بين أيدينا التي تعهد الله بحفظه؟
إن الرافضة التي تسمى في عصرنا بالشيعة يقولون إن القرآن الذي عندنا ليس هو الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، بل قد غير وبدل وزيد فيه ونقص منه، وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النووي الطبرسي في كتابه "فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب".
وقال محمد بن يعقوب الكليني في "أصول الكافي" تحت باب "أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة": "عن جابر قال: سمعت أبا جعفر يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزله الله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده".
وذكر أحمد الطبرسي في "الاحتجاج" والملا حسن في تفسيره "الصافي" أن عمر قال لزيد بن ثابت: "إن علياً جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضائح وهتك المهاجرين والأنصار، وقد أجابه زيد إلى ذلك ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر: ما الحيلة؟ قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر: ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه، فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك.
فلما استخلف عمر سألوا علياً رضي الله عنه أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم فقال عمر: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال: هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه ولا تقولوا يوم القيامة: "إنا كنا عن هذا غافلين" [الأعراف: 172]، أو تقولوا: "ما جئتنا"، إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه.
ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيدة التقية فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به ولكن لا يحبون أن تثور الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن.
ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين أحدهما معلوم، والآخر خاص مكتوم ومنه سورة الولاية، ومما تزعم الشيعة الرافضة أنه أسقط من القرآن آية وهي: "وجعلنا علياً صهرك" زعموا أنها أسقطت من سورة "الإنشراح" وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن السورة مكية ولم يكن علي صهراً للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة. <