فؤاد قنة
إن قيادة الأمة هي من أخطر الأمور في حياة الأمة، وهي سبب نجاح الأمة وتقدمها وازدهارها، أو سبب نكستها وانهزامها وتقهقرها وجعلها أمة متخلفة لا تستطيع التطور وتبقى في مؤخرة الأمم المتخلفة.
إن قيادة الأمة بمثابة الأكسجين للجسم، والقيادة هي قلب الأمة النابض، إن صلاح الأمة هي من صلاح القيادة والعلماء، وإذا فسدت الأمة هي من فساد القادة، ولهذا فطن أعداء الأمة العربية والإسلامية لهذا الأمر المهم فركزوا جل جهدهم على القيادة وجعلها قيادة منهزمة معنوياً وأوجد أعداء الأمة شرخاً بين القيادة والشعوب كما سلخوا النواصي والسيادة في القيادة وجعلوها قيادة هزيلة لا تستطيع القيادة إلا من خلالهم.
إن ابتعاد الأمة الإسلامية عن دينها وصلت إلى حد الإهانة والاستكانة والرضوخ والركوع لأعداء الأمة ولهذا عندما ضربت الأمة الإسلامية سبب قياداتها التي انخلعت عن عقيدة الأمة وهذا ما أوصى لويس تاسع "عدم تمكين البلدان العربية والإسلامية من أن يقوم بها حاكم صالح" كما أوصى "على إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنفصل القاعدة عن القمة".
قادة الغرب يقولون "جلاء العالم" (ص63):
هذا أحد المستشرقين البريطانيين "مونتجومري" تكلم "إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام فإنه ممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى" قادة العالم يقولون (ص25):
يقول المستشرق اليهودي "برنارد لويس" عنوان الدراسة عودة الإسلام عن غياب القيادة العصرية المثقفة، القيادة التي تخدم الإسلام بما يقتضيه العصر من العلم والتنظيم، إن غياب هذه القيادة قد قيدت بحركة الإسلام كقوة منتصرة، ومع غياب هذه القيادات الحركات الإسلامية من أن تكون منافساً خطيراً على السلطة في العالم الإسلامي في هذه الحركات يمكن أن تتحول إلى قوى سياسية هائلة إذا تهيأ لهذا النوع من القيادة".
"التمكين للأمة الإسلامية" (ص185).
صفات القائد الناجح
لا بد من صفات تؤهله لقيادة الأمة حتى يكون قائداً محنكاً يستطيع أن يقود الأمة إلى بر الأمان والتطور والتقدم لخير هذه الأمة.
ومن هذه الصفات:
1- التزامه بمعتقدات الأمة وعقيدتها والسعي لتطبيقها في جميع نواحي الحياة سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية.
2- الثقة بالله عز وجل حيث يعتقد القائد بأن الله معه وناصره مهما تكالب عليه الأعداء فإن الله ناصره.
3- القدوة: يجب على القائد أن يكون قدوة لرعيته في جميع سلوكه في الالتزام بالأنظمة واللوائح وعدم مخالفتها.
4- الصدق من صفات القائد أن يكون صادقاً مع رعيته وألا يكذب عليهم أو يخدعهم أو يغرر عليهم.
5- الشجاعة في قول الحق سواءً في السياسة أو في الاقتصاد أو في المجال العسكري وهي الأهم في هذه الصفة.
6- صفة الحلم والصبر هي من أهم صفات القائد الناجح لأنها سبب في نجاح القائد في جميع مهماته الملقاة على عاتقه.
7- علو الهامة: يجب أن تكون لديه روح معنوية مرتفعة ومتفائل وعزيمة قوية لا تكسرها أي مشاكل أو صعوبات.
8- الرحمة واللين صفة حميدة يجب أن تكون في القائد في موطن يجب أن يكون فيها الرحمة واللين وليست بصفة ملازمة إلا في مواطن الرحمة واللين.
9- الشدة: تكون في الأمور الحاسمة اليقينية التي لا تحتمل التأويل وتكون في صالح الأمة.
10- عدم التسرع والتأني في القضايا المصيرية والهامة والتي هي بحاجة لشورى وأخذ أصحاب الرأي المتخصصون في هذا المجال حتى يكون القرار صائب.
11- الاعتماد على النفس ومقومات البلد بعيداً عن الاملاءات الخارجية.
12- القرب من الرعية وحل المشاكل والتأكد من مصالح الأمة والرعية تسير على خير، وأن أداء الموظفين والمسؤولين على أحسن وجه وأكمله.
13- التضحية: لا بد من التضحية في سبيل النهوض بالأمة وتقدمها وازدهارها وهذه سنة الحياة كون أعداء الأمة لن يتركوا الوطن بدون محاربة.
14- الابتعاد عن الترف والفساد المالي والإداري والمحسوبية الأسرية والمناطقية والكل تحت مظلة القانون ولا أحد يعلو فوق القانون.
15- البطانة الصالحة الناصحة صاحبة الخبرة والدراية وقول الحق وتكون من أصحاب الاختصاص سواءً في السياسة أو الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية والعسكرية والدينية.
16- الابتعاد عن المستشارين السوء الضعفاء "المنافقين" وعدم السماع لهم كونهم لا يؤدون الأمانة ويغيرون الحقائق وهذه الأمور تجعل القيادة تخطوا في الاتجاه المعاكس بسبب المستشارين السوء ولهذا يجب إبعادهم عن القيادة حتى تستقيم الأمور وتكون في الاتجاه الصحيح.
17- كتمان السر: يجب على القائد التحلي بهذه الصفة كونها صفة هامة ولا سيما في الأمور المصيرية والهامة والأسرار العسكرية بالذات ولا سيما إذا كان هناك صناعات عسكرية أو مهام عسكرية.
18- عزة النفس: تكون هذه الصفة في مواجهة أعداء الأمة وفي المحافل الدولية.
