كروان عبد الهادي الشرجبيهناك بعض المشاهد التي تمر في حياتنا منها الجميل الذي لا ينسى ومنها السيء وكلاهما لا ينسيان، ومن المشاهد السيئة التي ظلت عالقة في ذهني هي تلك الأعراس التي تسمى بالدينية فكلنا يعرف أن هناك أعراساً عادية وأعراساً دينية، أنا لا اعترض ولا أملك حق الاعتراض على تلك الأعراس ولكن حسب علمي قديماً أي منذ فترة مضت وبداية ظهور مثل تلك الأعراس الدينية كانت ملتزمة لا يوجد فيها رقص وكان يستعمل فيها الدفوف فأتذكر جيداً أن من كان يذهب إلى تلك الأعراس هم أناس محددين لأنها كانت أعراساً دينية بمعنى الكلمة.
أما الآن فالأعراس الدينية أصبحت مهزلة أولاً يغنى فيها كل الأغاني الموجودة على الساحة أي يتم استخدام ألحان تلك الأغاني مع إدخال كلمات إليها وهذه الكلمات يدخل فيها اسم الرسول عليه الصلاة والسلام "محمد" والفتيات يتراقصن على هذه الأغاني ويتمايلن وهذا بصراحة ما أزعجني جداً لأن مثل تلك الأعراس لا تشبه الأعراس الدينية "لا من باب ولا من طاقة" حسب ما يقول المثل فهي أعراس عادية وإنما يزج فيها اسم الرسول عليه الصلاة والسلام "محمد"وكلام آخر وهذا في نظري لا يجوز أبداً لأن ظاهرها دينياً فقط أما باطنها فلا ينتمي لأي دين.
إن من يريد إقامة عرس ديني عليه أن يلتزم بمعنى الكلمة لأن مثل هذه الأعراس لا تغنى فيها أي أغاني ولا تلحن فيها أي ألحان وإنما تكون عبارة عن أناشيد دينية وتستعمل فيها الدفوف هذا هو للعرس الديني الصحيح أما ما يحصل الآن فهي أعراس ليست دينية وإنما أعراس عادية ولكن بمسمى الأعراس الدينية.
لذا من أراد أن تكون أفراحه دينية فليقمها بصورتها الصحيحة وبذلك يكون عرساً دينياً اسماً على مسمى وظاهره مثل باطنه.<
