بقلم :احمد عمرابي
هل نشهد قريباً تغييراً جذرياً وشاملاً في نظرة الولايات المتحدة إلى العالم الإسلامي وبالتالي علاقتها معه كما بشر الرئيس الجديد باراك أوباما؟
هذا التساؤل هو فيما يبدو المحور الرئيسي لأعمال «منتدى أميركا والعالم الإسلامي» المنعقد في الدوحة الذي يجمع عدداً كبيراً من قادة الفكر والسياسة والدين والعلم والفنون والثقافة من بلدان العالم الإسلامي والولايات المتحدة. هناك قضايا تؤثر في علاقة الولايات المتحدة مع شعوب العالم العريض بأسره بينما هناك قضايا أخرى يقتصر تأثيرها على شعوب العالم الإسلامي تحديداً. . وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي.
في النوع الأول من القضايا تبرز مسألة الهيمنة الأميركية أو بالأحرى محاولة الهيمنة على الاقتصاد العالمي. وفي هذا الصدد يقول الكاتب الأميركي الان نونيلسون إن ما تريده الولايات المتحدة هو سياسات اقتصادية تمكن الشركات الأميركية من ممارسة أنشطتها في أنحاء العالم بأكبر قدر ممكن من الحرية والاحتكار بهدف خلق اقتصاد عالمي رأسمالي تحت السيطرة الأميركية.
وهكذا بموجب تطبيق هذه السياسات تزداد أميركا الغنية غنى بينما تزداد الشعوب الفقيرة ومن بينها شعوب العالم الإسلامي فقراً على فقر، هذه السياسات ليست منفصلة كما قد يبدو عن السياسة الأميركية الثابتة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي الذي يهم شعوب العالم الإسلامي أكثر من غيرها. فالهدف الاستراتيجي الأميركي الأعظم في هذه الحالة هو تكريس الفقر والضعف في البلدان الإسلامية من أجل تمكين إسرائيل من البقاء كقوة عظمى إقليمية متفوقة في المنطقة.
الآن يبشرنا الرئيس الأميركي الجديد أوباما بأنه سيبتدع تغييراً في السياسة الأميركية التقليدية بالانفتاح على العالم الإسلامي وتطوير وتحسين نوعية العلاقة مع بلدانه وشعوبه، والسؤال الذي ينبغي أن يطرح هو: هل ترغب إدارة أوباما فعلاً في إجراء تغيير جذري وشامل؟ وإذا افترضنا أن لدى الرئيس الجديد رغبة جادة وحقيقية فان السؤال التالي هو: هل يستطيع؟
رغم عدد من المؤشرات السالبة إلا أننا لا نعرف في هذه المرحلة المبكرة على وجه الدقة إلى أي مدى يجوز أن نعلق مصداقية على إعلانات الرئيس. لكننا نعرف أن هناك عقبتين كبرتين ستواجهانه إذا قرر الانتقال من القول إلى الفعل.
على الصعيد الاقتصادي سيجد الرئيس أوباما نفسه في مواجهة الشركات الأميركية الاحتكارية العملاقة والنفوذ والجبروت الذي تمارسه على المستوى العالمي، وعلى صعيد الصراع العربي الإسرائيلي سوف تهب في وجهه قوى الحركة اليهودية الصهيونية.