د.عبد الله الفضلي
لقد أنزل الشعب اليهودي يوم الحادي عشر من شهرنا هذا من عامنا هذا 2009م مناقصة علنية ووضعها أمام المقاولين على القضية الفلسطينية وذلك للتنافس عليها عبر صناديق المتطرفين من اليمين الصهيوني العنصري وقد انتهت إجراءات المناقصة وفتحت المظاريف للعطاءات المقدمة من المتنافسين فأرسيت على الأحزاب الأشد تطرفاً والأشد فتكاً بالفلسطينيين وأعلنت النتائج التي فاز فيها من هم أكثر عنصرية وتطرفاً وقتلاً وإبادة للشعب الفلسطيني.
* إذاً هناك اتفاق صهيوني شبه كامل بين الشارع اليهودي المتخبط والمأزوم وبين الصقور المتطرفة على أنه لا سلام قصير المدى أو طويل المدى مع العرب المحيطين بالكيان الصهيوني وذلك من خلال مواصلة الحرب وشن الهجمات والغارات والتوغلات والاعتقالات والمداهمات والممارسات التعسفية ضد الشعب الفلسطيني.
* وهذا يعني أن هناك اتفاقاً صهيونياً أميركياً باستمرار العنف وعدم قيام سلام دائم وعادل بين العرب والدول اليهودية المتطرفة وحكوماتها المتغطرسة إلى ما لا نهاية "infinity".
* وأن العصا الغليظة والقوة العسكرية الصهيونية الفتاكة هما السلاح الوحيد واللغة الوحيدة لمواجهة المقاومات العربية حتى يتم اسكاتها إلى الأبد وهذا الأمر قد أصبح محسوماً بين الصهاينة لأن السلام بالنسبة للدولة العبرية معناه التسليم بالهزيمة والاعتراف بقوة المقاومات العربية والتعايش معها جنباً إلى جنب وهذا ما لا يرضاه الصهاينة، أما بالنسبة للمشهد الفلسطيني الحالي فهو مشهد يدعو إلى الاسى والأسف والحزن وكل حزب بما لديهم فرحون وكل يغني على ليلاه فالقضية الفلسطينية في وادٍ والفصائل في وادٍ آخر.
فبالإضافة إلى التجاذبات العبثية بين الفصائل الفلسطينية هناك أيضاً تبادل إعلامي شديد وتراشق بالكلمات والتصريحات غير المسؤولة والتي تلقى على عواهنها والمهاترات وتبادل الاتهامات والتسفيه والتضليل والمغالطات والمكايدات كل ذلك يجري ولم تظهر في الأفق بارقة أمل في توحدهم أو اتفاقاتهم أو توحيد صفوفهم في مواجهة صلف وتعنت وجبروت الأحزاب الصهيونية المتطرفة التي لم تستثن أحداً من الفلسطينيين لا حماس ولا أبو العباس ولا أبو فراس ولا أبو فنطاس ولا أبو متراس فكل الفلسطينيين أمام العدو الصهيوني سواء بسواء، فالفلسطيني في غزة هو أخو الفلسطيني في الضفة الغربية ورام الله وليس بغريب على الفلسطينيين مشروع كبير المتطرفين العنصريين ليبرمان وبرنامجه التدميري "إسرائيل خيبتنا" أنه سيشارك في الحكومة الصهيونية المقبلة بأي حال من الأحوال حتى تكتمل الصورة ويتهافت الصهاينة على قصعتهم كما يتهافت اللئام على المائدة.
فالصهيوني أياً كان موقعه أو حزبه أو عقيدته لن يتغير ولن يغير عقيدته أو مبادئه فهو كما قال الله فيهم "كالكلب إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث".
* أيها الفلسطينيون أنكم ومن خلال حربكم الإعلامية والتراشقات الصحفية والهمز واللمز والترغيب والترهيب والتخوين فيما بينكم لن تخدم قضية فلسطين بل ستقضي عليها وتدمرها، وأنتم من سوف يحقق هذا الهدف للصهاينة المتطرفين.
* وبصرف النظر من هو المقصر ومن هو المناضل والمجاهد والمدافع عن قضية فلسطين فإن الأمر الآن جلل والخطر يحدق بالجميع فلا تظلوا تتاجرون بقضية فلسطين وبشهداء وجرحى فلسطين من أجل تحقيق مكاسب وغايات وأغراض على حساب شعبكم.
* فقد اتفق الصهاينة على عداوتكم وتدميركم واغتيالكم فلماذا لا تتفقوا على قضيتكم؟
* أيها الفلسطينيون لقد أجمع المتطرفون أمرهم وعزموا واتفقوا على كلمة واحدة وهي الاستمرار في إبادتكم فلماذا لا تجمعوا أمركم على المقاومة الشاملة حتى النصر أو الشهادة "ألم يكن شعاركم الدائم قبل أوسلو عام 1992م هو و"إنها لثورة حتى النصر" فأين هذا الشعار الآن"؟
Aafadhli @ yemen.net.ye