سراج الدين اليماني
تنظيم القاعدة والجهاد في اليمن لا يزالان على قوتهما بل وقد يزدادان يوماً بعد يوم، فمن يظن أن هذين التنظيمين مصيرهما إلى افول فقد أخطأ ولم يشرب من لبان الحقيقة، بل إنه يعيش على ركام من ملح سرعان ما تهطل عليه مطر الحقيقة، إذ به يذوب وينحسر من تحت مقعدة الجالس عليه.
اليوم نرى فلول التنظيمين في أبهة لم يكونا عليها من قبل فهم يسرحون ويمرحون ويجوبون الشوارع والحارات بل والجبال والوديان مثلهم مثل تنظيم التمرد الإيراني في صعدة وعدن وحضرموت لا يردعهم رادع ولا يخافون رجال الأمن ممن باع ذمته وأخلاقه.
لأ أقول كل رجال الأمن لا والله، فإن البعض منهم وإن أعطي له ما أعطي وإن أغدغ عليه بمال قارون فإنه على كرامة وطنه وعزته لا يساوم أبداً ولا يرضى بالمال مقابل المبادئ، ولذلك نجد عناصراً من المتمردين على السلطة والخارجين على النظام والقانون هم فوق النظام القانون بعضهم قد أعطي له امتيازات من بعض المسؤولين في الدولة.
وبعض المتنفذين الذين يبيعون ذممهم ومبادئهم وأخلاقهم وضمائرهم ببعض من الأموال فتراهم يخرجون في وضح النهار وكأنهم أسود خرجت من عرينها.
لذلك لا نستهين بهم ولا نستفزهم لأننا في النهاية سنخسر بعضنا البعض، الكل سيخسر نحن وهم، فدعوهم يخططون على العدو ليذهبوا له إلى عقر داره ولا توقظوهم ليكشروا عن أنيابهم ثم ليغزوا مخالبهم في جسد الوطن فيضرون به ونحن في غنى عن هذا في هذه الأيام.
لا نريد دعماً أميركياً من أجل أن نكافح به أبناءنا ثم إذا هادناهم إذا به يقطع عنا مع المن وبعد أن قد تعودنا فما ينفع بعده الندم ليكون أمامنا الحوار الجاد والصادق والمخلص، لا الحوار الذي يحب صاحبه العلو والترفع على من يحاوره أو الاستعلاء عليه وجعله محاوره في مكانة ذليلة ومهانة.
وربما يكون من نحاوره في عزة وإباء وشموخ ونحن لا نصل إلى كعب ذلك الذي نريد أن نحاوره فنصدق ونخلص ونتأنى قبل إبداء الرأي بأنهم قبلوا منا أم لم يقبلوا.
وأقول لمن يهمه الأمر إن كان جاداً في حواره لهذه التنظيمات والجماعات فعليه أن يستعين بمن هو مؤهل لهذا الحوار وذا عقل ناضج ورحيم ومخلص حتى يكون لكلامه وقع على من يحاوره ويحترم من يحاوره لأنه ليس بالخصم، وإنما هو أب أو أخ أو ابن ليس بالخصم الذي تصعب عريكته فإذا فهمنا هذا ووجدنا إنساناً كهذا فبعدها ينطلق إلى الحوار.
ولا نحقر من شأن أحد فالكل سواسية بل قد يكون هؤلاء المغرر بهم أكرم منا وأفضل منا عند الله، فماذا نريد نحن إلا هذا؟ والبعض منهم إذا أقيمت عليه حجة الله البالغة وفهمهما وارتاح لها رجع عما هو عليه وهذا النوع كثير.
أما إذا جئنا لهم بأناس غلاظ الطبع سيء التطبع وصعبي العريكة أجلاف كرعاة الإبل وقلنا لهم اذهبوا وحاوروا أناساً عقولهم ممتلئة بالشبه التي لا تخرج إلا بعد صقل وتجفيف منابع تلك الشبه التي لها عشرات الأعوام وقد صار عقل هذا الشاب بيتاً لها بل قصراً وليس كوخاً من خشب أو قش أو سعف النخل.
أقول وهذا من آكد القول عندنا رجال عدوا من الأخيار في هذا الشأن منهم الأستاذ/ ياسر اليماني فإنه من النموذجيين في هذا الأمر لماذا لا يستعان بالأستاذ/ ياسر اليماني وبمن هم على شاكلته ولينظر بعد ذلك للثمرة التي ستجنى من وراء ذلك والله المعين.