محمد مرشد الإدريسي
الرافضة يدعون العصمة للأئمة وأنهم يعلمون الغيب، نقل الكليني في "أصول الكافي" قال الإمام جعفر الصادق: نحن خزان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون أمر بطاعتنا ونهي عن معصيتنا، نحن حجة الله البالغة على من دون السماء وفوق الأرض.
ويرى الكليني في "الكافي" باب "أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا" عن جعفر أنه قال: "إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم، وأن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم".
وذكر الخميني الهالك في إحدى رسائله أن الأئمة أفضل من الأنبياء والرسل، وقال أخزاه الله: "إن لأئمتنا مقاماً لا يصله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والرافضة تزعم أن الدين مسلم للأحبار والرهبان؛ فالحلال ما حللوه، والحرام ما حرموه، والدين ما شرعوه.
واقرأ عزيزي القارئ الأبيات التي قالها شيخهم المعاصر إبراهيم العاملي في علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أبا حسن أنت عين الإله
وعنوان قدرته السامية
وأنت المحيط بعلم الغيوب
فهل تعزب عنك من خافية
وأنت مدير رحى الكائنات
ولك أبحارها السامية
لك الأمر إن شئت تحيي غداً
وإن شئت تسفع بالناصية
وقال آخر يسمى علي بن سليمان المزيدي في مدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أبا حسن أنت زوج البتول
وجنب الإله ونفس الرسول
وبدر الكمال وشمس العقول
ومملوك رب وأنت الملك
دعاك النبي بيوم الغدير
ونص عليك بأمر القدير
بأنك للمؤمنين الأمير
وعقد ولايته قلدك
إليك تصير جميع الأمور
وأنت العليم بذات الصدور
وأنت المبعثر ما في القبور
وحكم القيامة بالنص لك
وأنت السميع وأنت البصير
وأنت على كل شيء قدير
ولولاك ما كان نجم يسير
ولا دار لولا ولاك الفلك
وأنت بكل البرايا عليم
وأنت المكلم أهل الرقيم
ولولاك ما كان موسى الكليم
كليماً فسبحان من كونك
سترى سر اسمك في العالمين
فحبك كالشمس فوق الجبين
وبغضك في أوجه المبغضين
كقير فلا فاز من أبغضك
فمن ذاك كان ومن ذا يكون
وما الأنبياء وما المرسلون
وما القلم واللوح ما العالمون
وكل عبيد مماليك لك
أبا حسن يا مدير الوجود
وكهف الطريد ومأوى الوفود
ومسقي محبيك يوم الورود
ومنكر في البعث من أنكرك
أبا حسن يا علي الفخار
ولاءك لي في ضريحي منار
واسمك لي في المضيق الشعار
وحبك مدخلي جنتك
بك المزيدي علي دخيل
إذا جاء أمر الإله الجليل
ونادى المنادي الرحيل الرحيل
وحاشاك تترك من لاذ بك
فهل هذه القصيدة يقولها مسلم يدين بالإسلام، والله إن أهل الجاهلية لم يقعوا بهذا الشرك والكفر والغلو الذي وقع به هذا الرافضي الهالك.
ومما لا شك فيه ولا ريب أن علي بن أبي طالب هو من الصحابة الكرام ومن العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين وممن نفع الله به الإسلام والمسلمين ولا يسع الوقت لذكر مناقبه ولكن لا يجوز الغلو فيه فلو كان حياً ما سره مغالاة هؤلاء فيه بل إنه نفى عبدالله بن سبأ إلى خراسان عندما قال له: أنت الله.
وأيضاً قام بإحراق مجموعة منهم من الذين غلوا فيه ولم يتراجعوا فردوا عليه قائلين: لا يحرق بالنار إلا رب النار فقال قولته المشهورة:
لما رأيت الأمر أمراً منكرا
أججت ناري ودعيت قنبرا