;

أوراق من ذكرياتي ..الحلقة «22» 950

2009-02-21 11:18:06

دور الأحزاب في حركة 5 تشرين الثاني / نوفمبر1967م

كان ظهور الحزبين في عامي 1966م و1967 حين بدأ دور البعث ودور القوميين العرب، فكان هذان الحزبان متنافسين على الوصول إلى السلطة، وسنتحدث عن مرحلة آب/ أغسطس فيما بعد، لكن هذه كانت البداية، البذرة الأولى ظهرت في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1967م بين البعثيين والقوميين؛ البذرة الثانية في أحداث آب/أغسطس 1968م التي سنتكلم عليها لاحقاً.

لقد اتفق البعثيون والقوميون على التعاون مع القوى الوطنية وهم الغالبية من المشائخ والسياسيين والضباط العائدين من القاهرة، على قيام حركة 5نوفمبر 1967م.

اتفق الجميع علي قيام الحركة ضد نظام المشير عبدالله السلال وإزاحته، وتكوين مجلس جمهوري برئاسة القاضي عبدالرحمن الإرياني، وهو الحكم الجماعي الذي كنا نتكلم عنه من قبل بدلاً من حكم الفرد...

واتفق الجميع على تشكيل المجلس الجمهوري من القاضي عبدالرحمن الإرياني، ومحمد علي عثمان، وأحمد محمد نعمان، وحكومة برئاسة الأستاذ محسن العيني الذي ذهب إلى القاهرة بعد الحركة لمقابلة الرئيس عبدالناصر لكي يطمئنه بأن 5 تشرين الثاني / نوفمبر هي ثورة بيضاء بإجماع كل القوى السياسية التي لها دورها في العمل الوطني، والمجموعة التي تأخرت في القاهرة بعد الخروج من المعتقل قررنا العودة بعد حركة 5 تشرين الثاني مع اللواء حمود الجائفي وعدنا عن طريق أسمرة إلى صنعاء في 11 تشرين الثاني / نوفمبر مع الأستاذ محسن العيني الذي أنهى زيارته للقاهرة.

بتنا ليلة واحدة في أسمرة، وكان نائب الإمبراطور هيلاسلاسي في أسمرة شخصية مهمة، ومن باب اللياقة طلب الأستاذ محسن العيني مقابلته ، وفعلاً قابل نائب الملك الإثيوبي وحضرنا معه وعدنا إلى صنعاء في اليوم الثاني بالطائرة الداكوتا، هذا وقد علمنا من بعض أعضاء الوفد أن الضباط في القوات المسلحة اجتمعوا ، وتم اختيار عدد من الضباط الكبار قادة أسلحة للقوات المسلحة، وأول مرة يحدث مثل هذا الانتخاب في تاريخ الجيش اليمني، أجمع عليه الضباط ، وأعدّه وساماً على صدري، وكذلك على صدر اللواء محمد الخاوي، لأن الانتخاب تمّ ونحن غائبون، وبعد العودة توجهنا كلّ منا إلى سلاحه لقيادته بعد 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبدأنا نتعامل مع ما هو موجود من وحدات عسكرية، وهذا الموضوع سوف أتحدث عنه في وقت لاحق، لأن أهم حدث هو تاريخ السبعين يوماً التي سوف أتحدث عنها من بداية الحصار إلى أن تحقق النصر.

حصار السبعين

خلال أسبوع بعد عودتي إلى صنعاء كان الأستاذ محسن العيني قد قدم استقالته وبالتحديد يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1967م، الأمر الذي جعل عمر حكومته الأولى أقصر حكومة يمنية، وتم طلب الفريق حسن العمري من القاهرة وهو رجل المرحلة الذي أصبح فيما بعد بطل السبعين.

وسبب استقالة العيني أن الموقف العسكري أصبح صعباً، وهو لا يستطيع تحمل الموقف العسكري كشخصية مدنية، خاصة وقد بدأت المناطق تسقط هنا وهناك، فكان لا بد من شخصية عسكرية قيادية تقود الدولة وتقود المعارك العسكرية.

والصفات المطلوبة شخصية قيادية عسكرية مؤهلة وطنية ثورية، وتتوافر كلها لقيادة المرحلة في الفريق حسن العمري رحمة الله عليه.

وهكذا عاد الفريق العمري يوم احتلال جبل "حروة" وبدأت المناطق تتساقط واحدة إثر أخرى، وتحركت إلى حروة، مع سريتي مشاة؛ وجمعت ما أمكن تجميعه، وخرجنا نستعيد أو نحاول صد الهجوم على حروة بناءً على توجيه القائد العام لمحاولة أن نستعيدها، وخرجنا مع القائد العام الفريق حسن العمري في 22 تشرين الثاني / نوفمبر 1967م بعد وصوله من القاهرة وبعد أن عُين رئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة.

وبعد إخفاق المحاولة صدر القرار بالانسحاب، ومن ثم تابعنا الأعداء بالمدفعية الهاون والأسلحة المختلفة خلال الانسحاب.

وتغير الموقف من الهجوم إلى الانسحاب إلى الدفاع، وعدنا مشياً على الأقدام إلى الحفاء للدفاع عن صنعاء من هذا الموقع الهام، وكنت مع زميلي المقدم محمد المترب قائد لواء الثورة ومعه سرية مشاة، فكانت تتساقط علينا طلقات الهاون والشظايا بيني وبينه وبين الأفراد المنسحبين، أكثر من مرة، وكنا نضحك ونمزح فيما بيننا وكأنها مناورة عسكرية..والأجل لم يأت بعد ، كنا كلما مشينا بضعة امتار يتكرر الضرب، وكان موقفاً لا يستطيع الإنسان أن يتخيله، وكنا نرجعه للغيبيات وهي العناية الإلهية، المهم انسحبنا إلى الحفاء وانسحبت المدفعية بقيادة الأخ محمد الخاوي الذي تمكن من الهجوم والانسحاب، وكان شجاعاً وموفقاً في سحب المدفعية كاملة إلى أن تمركزت في موقع الحفاء وكذلك الدبابات انسحبت إلى حزيز، وأحرقت دبابة.

وجرى انسحاب الدبابات من مواقع متقدمة في حروة والضبعات، وكذلك وحدات المدفعية سحبها بحنكة وحكمة قائد سلاح المدفعية اللواء محمد الخاوي إلى مواقع الحفاء ، وهذا الموقع المتقدم كان من أهم المواقع التي دافعت عن صنعاء خلال حصار السبعين.

وكذلك الأفراد الذين شاركوا من سلاح المشاة كانوا 200أو 300 مقاتل ضابط وصف وعسكري، مجهزين بالبندقية والرشاش المتوسط، والرشاش الخفيف والقنابل اليدوية، حدد لها موقع تبة المرماحة.

لقد كان لأبطال القوات المسلحة مواقف بطولية وشجاعة نادرة وأذكر منهم علي عبدالله صالح"الرئيس فيما بعد" كان من الأبطال في سلاح المدرعات وأذكر له موقفاً مع الفريق العمري، وكان الفريق ساخطاً على المنسحبين، وهذا هو واجب القائد الحازم أن يكون ضد من انسحب من غير أوامر عسكرية، لكن الرد على الفريق كان قوياً وشجاعاً من علي عبدالله صالح، أوقفه عن انفعاله وحماسه، وتكلم معه عن المبررات التي أدت إلى الانسحاب وحينما عرف الفريق حسن العمري المبررات للانسحاب اعتذر له وقدر موقفه وشكره على موقفه البطولي.

لم يكن الفريق العمري مغامراً بل كان قائداً شجاعاً لا يخاف الموت، يؤمن بقضية، ويدافع عنها على الرغم من أن بعضهم يسمونه مغامراً، وبعد الانسحاب والتمركز بأسلحتنا الثقيلة في مواقع دفاعية وجه الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والقائد العام قادة الأسلحة والوحدات وضباط العمليات لإعداد خطة الدفاع عن صنعاء بعد الانسحاب من حروة في بداية الحصار.

وتم تنفيذ التوجيهات فوراً باجتماع قادة الأسلحة والوحدات المقاتلة وضباط العمليات، حيث وضعنا الخطة العسكرية التي شكلت ركيزة الدفاع عن صنعاء والتي أعدها قادة الأسلحة: المدفعية والمدرعات، الإشارة وقادة الألوية المشاة، والصاعقة، والمظلات وبعض ضباط العمليات ، وهي الخطة البديلة للخطة المصرية مع الفارق في العدد والعتاد ومهمتها محدودة وهي الدفاع عن صنعاء. وصادق القائد العام الفريق حسن العمري على الخطة الدفاعية .

وقررنا جميعاً أن ليس أمامنا إلا أن ندافع عن صنعاء، ويجب أن نرتب قواتنا على الدفاع عنها ، وإذا صمدنا في الدافع فسنواصل النصر وسوف نهزم الملكيين، وأعددنا بعض الوحدات للهجمات المضادة والإغارة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد