;

نعم للحوار الوطني 884

2009-02-22 04:12:30

عصام المطري  

الحوار مقدمة حتمية للتوافق السياسي الوطني الدافئ، ففي حقول السياسة هناك ذوبان الجليد الذي لا يقدر عليه سوى الحوار الوطني المسؤول، فالحوار دعامة حضارية لمختلف ألوان الطيف السياسي، وهو مزرعة التصالح السياسي وقلعة التسامح الوطني، فهو قاعدة من قواعد البناء والاعمار الوطني الراشد.

وإذا كان الحوار السياسي الوطني المطلوب مقدمة حتمية للتوافق السياسي فإن ذلك يستدعي تضافر مختلف الجهود لملمة الشارع السياسي وكفكفة آلامه وأحزانه على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي انطلاقاً من الأهمية القصوى المصاحبة للحوار السياسي الوطني المطلوب الذي يحقق الرفاه والتقدم.

- وما لا يمكن فهمه هو إصرار بعض التنظيمات والأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية على مقاطعة الحوار بشكل ضمني، والتلكؤ وفرض شروط قبل الحوار، وتلك القوى السياسية والاجتماعية وأزمة وتعاني من اضطرابات سياسية داخلية، فهي غير راضية عن وضعها العام الذي أفرزته الانتخابات.

فتلك القوى السياسية والاجتماعية الغاضبة من الحوار والتي تريد حواراً على كيفها ولا ترى أبعد من أقدامها فقريباً سوف تذهب إلى مزبلة التاريخ وستحاكمها الأجيال القادمة محاكمة عادلة، ويفضل أن تشارك جميع القوى السياسية والاجتماعية في الحوار بدون استثناء أو شرط أو قيد.

إننا مطالبون بتحمل المسؤولية الوطنية الجسيمة حيث ينبغي علينا أن نؤكد تفاعلنا مع قضايا الأمة اليمنية المصيرية بدلاً من الزج بأنفسنا في أتون خلافات سياسية هامشية لا تقدم ولا تؤخر، وتحسب علينا في العصر الراهن وفي العصر الجديد وستلفظه الأجيال القادمة.

ومن خلال الحوار الوطني الشفاف نستطيع أن نحقق الأمن الشامل. . الأمن السياسي، الأمن الوطني، الأمن الاجتماعي ذلكم أن الحوار يخلق نوعاً من التفاعل الإيجابي، ويعمل على تقريب وجهات النظر ويعمل على تطابقها في كل محفل سياسي وطني على وجه هذه البسيطة.

ثم إن الحوار يؤمن المصالح والمنافع الوطنية والسياسية والحزبية ويؤسس لقيام مجتمع نظيف عفيف يكره القرصنة السياسية، والجرح السياسي، ولا يقارب المحظور على وجه الخصوص، ويفتح آفاقاً رحبة أمام الإبداع والتطور والنهوض والتقدم والسيادة الوطنية.

ونمضي في ثبات واسع النطاق نحافظ على مختلف الاتفاقات والمواثيق الغليظة والمعاهدات من أجل السلم الاجتماعي، ونبدأ بأنفسنا عن مقاربة الفاحشة السياسية وتهييج الشارع ضد بعضنا البعض فهذا العمل محظور وظلامي ولا يفيد.

ونحن هنا سلطة أو معارضة لا نمتلك عصا سحرية تقوم بتغيير الواقع المعيشي في أيام وأسابيع، لكن سبيلنا هو النضال السياسي السلمي الذي يحقق نوعاً من الرفاه والتقدم والحضور الإيجابي الفعال لمؤسسات الدولة المختلفة في الحوار السياسي.

والحوار السياسي الوطني المطلوب هو ذلك الحوار الشفاف الواضح الصريح البعيد عن الغموض، والذي يعول عليه كسب الرأي العام ويرفضه الحوار فكلنا يمنيون وعلينا أن نتحاور ونجلس على طاولة واحدة ونضع اليد على اليد والكتف على الكتف ونتصالح من أجل الوطن المعطاء.

إن الوطن اليمني في مسيس الحاجة إلى ابداعات واسهامات أبنائه من المخلصين الكمل الذين لا يراهنون بأي حال من الأحوال على سقوط الوطن أمام التحديات الراهنة والأزمات المفتعلة والاختناقات السياسية الحادة جداً جداً.

فيجب علينا استشعار المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا وتقدير الوطن، وتغليب الانتماء الوطني على غيره من الانتماءات الهابطة ورفع شعار :لكل حزبه والوطن اليمني للجميع"، ونجسد ذلك عملياً من خلال سكناتنا وحركاتنا.

وأخيراً نتمنى أن يدشن الحوار بين السلطة والمعارضة الممثلة للقاء المشترك ونرحب بكافة نتائج الحوار الوطني المطلوب من أجل التقدم والنهوض والتطور الحضاري الراهن في مختلف الميادين والمجالات الهامة المتعددة والمتنوعة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد