سراج الدين اليماني
على القارئ والمثقف والباحث والناقد والصحفي أن يعود إلى ذاكرة التاريخ لقرون وينظر إلى تاريخ نشأة التنظيمين ثم يعلنها صراحة ومدوية أمام الساخط الغاضب والراضي المتنور نشأة التمرد الحوثي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنشأة الأثني عشرية، وأما تنظيم القاعدة فهو حديث النشأة وبسبب ردة فعل مما لاقاه من الذين ساهموا في تنشئه إلا أنهم أرادوا استخدامه فترة من الزمن حتى انتهى عدوهم في المنطقة إلا وهو الدب الروسي ثم بعد أن دحروا الدب أرادوا من التنظيم أن يساهم معهم في إثراءهم بالمعلومات الاستخبارية والعمل معهم جنباً إلى جنب يستعملونه في الوقت الذي يريدون ويرمون به خلف الأدغال في الوقت الذي لا يريدون.
فلذلك انحاز الطلاب ليكونوا لهم تنظيماً أصبح شوكة في حلق المعلم الغبي الذي لم يستطع استغلال تربيته وتنشاءته فصار الكر والفر.
وقد يكون هذا التنظيم في فترة تكوينه البسيطة أطلع على بعض الحوادث والوقائع التي حصلت في أيام النبوة وأيام دولة الخلافة الإسلامية وفيها أدلة لهم فيما يعملونه من هذه الحوادث والخروج على حكام المسلمين.
لكن هذه الحوادث قد تكون صحيحة غير صريحة أو صريحة غير صحيحة أو لا صحيحة ولا صريحة فيفهمها أحدهم وتتوق نفسه لتصميمها على الآخرين وتكون لهم هدفاً يلتزم سلوكها فلذلك صار ما صار ولكنها على خطورتها إلا أنها ما تزال نادرة وخصوصاً لما يمارسه الجانب الآخر وهذا فقط نقدر نحكم عليه في بلادنا ولا نطرق إلى بلد النشأة والدعم وغيره من هذه الأمور.
لو قرأنا حوادث تنظيم القاعدة في أرض اليمن وقبلها كان تنظيم الجهاد قبل تسمية القاعدة وكم هي الحوادث التي ارتكبها تنظيم التمرد الحوثي في اليمن منذ وجود المؤسس الأول في الأرض اليمن لرأينا فروقاً شاسعة وجرائماً فاضحة فضيعة حوادث القاعدة مقارنة بالحوثية نقدر نقول عنها عشر معشار جرائم الحوثية مائة جريمة حوثية بعشر جرائم من القاعدة وربما أقل.
وحوادث الحوثية يقتلون فيها المسلمين الخلص الذين يرتادون المساجد ودور العبادة غير مبالين في ذلك وإنما قد حكموا عليهم مسبقاً أنهم كفار ومرتدين والسبب في ذلك تمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم وأعمالهم بسنة الخلفاء الراشدين وحبهم للصحابة الغر الميامين رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
أما القاعدة فهم يقتلون عن تأويل وغالباً ما تكون جرائمهم في دور الرقص أو ما يعتقد فيه أنه يدار فيه الخطط على المسلمين وغيرها من التأويلات الفاسدة.
وإن طال بنا العمر سأذكر لكم عدد جرائم القاعدة التي أحصيت وخصوصاً في اليمن وبعض جرائم الحوثيين التي لم نستطع إحصائها إلى اليوم هذا وخصوصاً أنهم يغطون على غالبها لكن الله أبانها للعقلاء من الناس والله الموفق.
