وهيب قائد صالح
الطلاق هو إنهاء الحياة الزوجية بصورة نهائية ودائمة، أجازت الشريعة الإسلامية الطلاق كحل للتخلص من العلاقة الزوجية التي لا خير في بقائها؛ لأن الطلاق يكون في بعض الأحيان حلاً للمشكلات والصراعات المتواصلة التي تخيم على الحياة الزوجية، والأصل في الطلاق مجاز إلا أنه مبغوض كما في الحديث: "أبغض الحلال عند الله الطلاق".
والأسرة هي أول وأهم وأقدم مؤسسة اجتماعية نشأت في البشرية ومنها تنطلق الصحة النفسية الجيدة للحياة إلا أنه في حالة عدم التنسيق لها بالشكل الصحيح فإنه قد يؤدي إلى تفككها وهو ما يؤثر سلباً على شخصية الطفل في هذه الأسرة.
الطفل وهو جزء من الأسرة يتأثر بما تتعرض له هذه الأسرة من مشكلات وتمزقات تأثيراً سلبياً يعود بالضرر على الطفل والأسرة والمجتمع بصورة عامة حيث أنه في هذه الحالة تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية نتيجة لانهيار الحياة الأسرية فيحمل هذا الطفل دوافع عدوانية تجاه الأبوين وباقي أفراد المجتمع.
قد يعقد الطفل في نفسه مقارنات مستمرة بين أسرته التي تفككت وباقي الأسر التي يعيش فيها باقي الأطفال مما يولد لديه الشعور بالإحباط أو قد يكسبه اتجاهاً عدوانياً تجاه الجميع وبالأخص أطفال الأسر السليمة ويتعرض الطفل للاضطرابات والقلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف التي تكمن وراء هذا الصراع بين الوالدين وأسباب محاولة استخدام هذا الطفل في شن الهجوم على بعضها البعض كأداة لتحقيق النصر على الطرف الآخر.
في كثير من الحالات يضطر الطفل إلى الانتقال من مقر الأسرة المتفككة إلى مقر عيش آخر يعيش فيه غريباً ويقوم بعدة مقارنات بين الحياة مما يجعله في حالة اضطراب نفسي مستمر وقد يتحتم عليه البقاء وفقاً لهذا الوضع المتغير وقد يؤثر على شخصية الطفل بدرجة كبيرة فيخلق منه شخصية مهزوزة ومتأرجحة غير مستقرة وهنا فإن الطفل يضل يفكر دائماً في مشكلة الانفصال بين الأبوين وبذلك يظل يتحمل العبء الأكبر جراء هذا التفكك نتيجة لصغر سنه.