باتت دولة الكويت هي البلد الوحيد في العالم العربي منارة إشعاع وتنوير ومنطلقاً أساسياً لنشر الثقافة والمعرفة في شتى مناحي الحياة بدون مقابل يذكر، وأصبح الحراك الثقافي الذي تقوده دولة الكويت واجباً عليها أو هكذا تعتقد لطمس الجهل ومحو الأمية الثقافية والعلمية في العالم العربي وحتى الإسلامي على السواء.
والمتابع للإنتاج الغزير الذي ترفد به دولة الكويت المكتبة العربية والمجتمع العربي والإسلامي يدرك أن الكويت لا تسعى من خلال فعلها الجميل هذا إلى الشكر من أحد أو الثناء عليها بقدر ما تريد أن يقرأ المواطن العربي والمسلم كل ما تنشره من إصدارات شهرية ودورية ليعي ما تريده هذه الدولة الصغيرة في مساحتها الكبيرة في نظرتها إلى الدول العربية وغيرها في أن يتعلم مجتمعات بلدان الوطن العربي قاطبة الثقافة الجيدة والتسلح بالعلم.
في الخامس والعشرين من الشهر الحالي تحتفل الكويت بعيدها الوطني ال "48" للاستقلال و"18" للتحرير ومسيرتها التنموية والثقافية والسياسية وغيرها، وإذا كنت تحدثت في ثنايا السطور السابقة وأشرت إلى دعم دولة الكويت للثقافة والتعليم في العالم العربي نحن في اليمن كنا في قائمة أولويات الكويت في دعم التعليم لعقود طويلة ورفد البلد بالكوادر العربية والأجنبية بالتخصصات النادرة في جامعة صنعاء وكذا دفع مبالغ للطلاب الدارسين فإن شأنها السياسي لا يقل أهمية عن شأنها الثقافي، فليس ثمة إنسان لا يتابع جلسات مجلس الأمة الكويتي وهو يستدعي وزيراً ويستجوب آخر، وكثير من الوزراء حسب علمي يقدمون استقالتهم قبل أن يدلفوا إلى مجلس الأمة للمساءلة فالأهون عليهم الاستقالة قبل إقالتهم وسحب الثقة عنهم وعزلهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مجلس الأمة الكويتي منتخب ديمقراطياً وينظر إلى المصلحة العامة للبلد بعيداً عن النظرة الضيقة والمصالح الخاصة وبمقارنة مجلس الأمة الكويتي بمجلس النواب اليمني فلم يستطع مجلسنا منذ تسعة عشر عاماً أن يحجب الثقة عن مدير عام ناهيك عن وزير أو أعلى منه درجة رغم كثرة الأخطاء التي يمارسها الوزراء ولذا في المجلس عديد مخالفات بحق كثير من المسؤولين وهي تقارير رسمية يصدرها الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومع ذلك لم نسمع أن حجبت الثقة عن مسؤول واحد ناهيك عن معاقبته وكأننا في بلد أوروبي ومن الدول الاسكندنافية وليس ثمة أدنى فساد أو مخالفة ولكن المجلس النيابي في اليمن عطل دوره وعودة إلى الكويت فالجميع تابع الانتخابات الأخيرة فيها وتابع الحراك السياسي والديمقراطي في هذا البلد الجميل وكيف خرج الكويت من أزمته السياسية بحل الأمير لمجلس الأمة وإعادة الانتخابات من جديد ومع ذلك فالنواب أقوياء بقوة مجلسهم وقوة نظامهم الذي لا يرضى أن يرى فاسداً يمشي على الأرض والجميع يعرفه وهو يتولى منصباً سياسياً كما هو حاصل في كل دولنا العربية دون أن يعاقب أو يحال إلى المحاكمة.
إننا جميعاً يجب أن نفخر بهذا البلد الشقيق الذي أخرجنا من الجهل والأمية في اليمن إلى تعليمنا الديمقراطية الحقة والأمانة التي يجب أن يتحلى بها النائب البرلماني ولا يجب أن ينحي هذا جانباً ليظهر مصالحه الخاصة فالنائب محمل مسؤولية كبيرة في القيام بدوره لتحقيق مصالح أمته والمواطنون الذين انتخبوه.
هنيئاً لدولة الكويت احتفالها بعيدها الوطني وأتمنى أن تستمر الكويت في رفدها للثقافة العربية لأننا لا نستطيع أن نستغني عن إصدارات الكويت. <
aalmonify10 @ yahoo. com
