كروان عبد الهادي الشرجبي
منذ سنوات قليلة مضت كانت الناس في اليمن وفي كل بلادنا العربية، يتزاورون في المنازل ويلتقون في الأفراح والأتراح وأعياد الميلاد والمناسبات الاجتماعية، وكانوا يسافرون من قرية إلى قرية، ومن مدينة إلى أخرى للالتقاء في مناسبة من هذه المناسبات.
وفي أيامنا هذه انقطع التواصل الاجتماعي الحميم إلا في القليل النادر ، فلا وقت للقاءات المباشرة ولم تعد الأساليب القديمة التقليدية موجودة، لأن إيقاع العصر أصبح سريعاً ، والناس في دوامة الحياة مشغولين حتى داخل الأسرة الواحدة.
أذن كيف أصبح التواصل مع الأهل والأحباب والأصدقاء؟
طبعاً عبر التكنولوجيا الحديثة فنحن في زمن التكنولوجيا والهاتف المحمول فقد أصبح الناس يكتفون بإرسال التهاني والتحيات إلى الأقارب والأصدقاء بواسطة الرسائل الالكترونية عبر أجهزة الهاتف بدلاً من الزيارات واللقاءات المباشرة بضغطه زر واحدة تستطيع أن نقول لكل من تحب، كل ما تريد وفي دقائق معدودة تكون قد قمت بتهنئة القريب والبعيد.
صحيح أن التكنولوجيا عظيمة ومفيدة خصوصاً فيما يخص موضوعنا ولكن هذه التكنولوجيا هي مفيدة لمن يعيش في الغربة أي خارج حدود الوطن وبالتالي فإن الانترنت والموبايل وغيرهما من وسائل الاتصال الحديثة تقرب المسافات بين أفراد العائلة وهذا يعتبر من أجمل مزايا التكنولوجيا.
وعلى الرغم من وجود مزايا مفيدة إلا أن هناك أيضاً مساوئ لهذه التكنولوجيا فقد أصبحت هذه الأخيرة سلاح ذو حدين ومن الضروري أن نأخذ الجانب الإيجابي منها ونبتعد عن الجانب السلبي الذي يكمن في المضايقات عبر رسائل دون المستوى إضافة إلى المعاكسات الغير مقبولة إطلاقاً.
على العموم علينا أن نضع على أنفسنا سؤالاً هل غياب التواصل الاجتماعي بصورته التقليدية المعروفة سببه التواصل الالكتروني؟
إن عملية التواصل الاجتماعي تراجعت ولم تعد موجودة مثلما كانت في الماضي مثل ظهور التلفون والانترنت لأن العلاقات الاجتماعية تأثرة بسبب متغيرات العصر وعدم وجود الوقت الكافي فاليوم بكامله لم يعد كافياً لتحقيق حاجات الإنسان الأساسية فالعمل لا يتوقف والمسؤوليات كثيرة.
صدقوني أقول هذا الكلام لأتلمس العذر لي ولكل مقصر تجاه عائلته فلا أضن أن نصف ساعة أو حتى ربع ساعة ستؤثر علينا أو على أعمالنا وإنما جاءت التكنولوجيا لتكون الشماعة التي نعلق عليها تقصيرنا تجاه كل من نحب.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM