تبنى الأخ القاضي/ أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة تعز سابقاً ومحافظ محافظة إب حالياً فكرة ومشروع الإعلان عن تعز كعاصمة ثقافية لليمن الواحد على غرار عدن العاصمة الاقتصادية، وقد لاقت هذه الفكرة رواجاً واسع النطاق في الأوساط الشعبية والجماهيرية وفي مختلف الشرائح الاجتماعية ذلك لأن تعز تستحق هذا التكريم، وهي بلدة الفكر والثقافة والإبداع، فأهلها غاية في الثقافة والحضور الثقافي.
* ومن نافل القول لا من فرضيته نستغرب تأخير الإعلان عن تعز عاصمة للثقافة اليمنية، فعلي عبدالله صالح من أبناء تعز الميامين حيث عاش فيها ردحاً من الزمن ولا شك أنه يكن لتعز كل الحب والوفاء فهي احتضنته حين لم يجد مأوى، فنستغرب هذا التأخير المتعمد لإعلان تعز عاصمة ثقافية لليمن.
* إن تعز الحالمة الشماء تعاني الكثير من الأزمات الحياتية المتعددة والمتنوعة، فهذه أزمة المياه تطل بقرونها على محافظة تعز مخلفة الكثير من المآسي، فتوزيع المياه في تعز على الأحياء السكنية يشمل مرة في الأسبوعين، وبعض الأحياء السكنية يغيب عنهم الماء لمدة شهر ونيف، ونجد الأطفال يسرحون ويمرحون بأوعية المياه ينقلون الماء من مكان إلى مكان آخر، فهي عيشة لا تشجع أحداً، وهذه عيشة ضنك بعدم وجود الماء الذي صار نادراً ندرة الذهب في محافظة تعز الشماء، فمطلوب من الأخ/ حمود خالد الصوفي سرعة التحرك الجاد والمضي إلى حل هذه الأزمة من خلال تبني فكرة التحلية لمياه البحر على الرغم من أنها مكلفة بيد أنها تحل الأزمة، فأزمة تعز من المياه لا تحتمل التأخير، فتعز واقعة بين مرين، مر التمييز العنصري، ومر المياه ولا ندرى متى تتغير الأوضاع إلى الأحسن وإلى الأفضل؟! فتعز هذه المحافظة الحالمة في القلوب وفي العيون، ونحن ننسى تعز التي ولدنا فيها وتربينا فيها حتى أصبحنا شباباً يافعين، فنحن نكن لتعز كل الحب والوفاء والتقدير والعرفان، فتعز هي التي علمتنا أصول العلوم وركائز الثقافة وهي التي علمتنا الكتابة الصحافية لذا نحن اليوم نكتب لها، ونضع النقاط فوق الحروف، فتعز محرومة من المشاريع الحيوية الهامة بسبب مواقفها السابقة في أحداث الشغب أثناء الائتلاف السياسي بين المؤتمر والاشتراكي في المرحلة الانتقالية بيد أن عموم محافظات الجمهورية اليمنية قد شهدت أعمال شغب بل إنها لا ترتقي إلى أعمال الشغب التي وقعت في محافظة تعز، فنرجوا من القيادة السياسية الظافرة غفران الزلة بتجديد الاهتمام بتعز المحافظة والإنسان من أجل زخم العطاءات الديمقراطية التي سوف تتأكد على مر الزمن المهم أن نحل أزمة تعز في احتياجها إلى المياه عبر تحلية مياه البحر وعلى وجه الخصوص مياه بحر المخاء الواسع ونقلها بتكلفة كبيرة إلى محافظة تعز وإلا فأين عائدات النفط؟
* فتعز حاضرة المدن اليمنية تزينها قلعة القاهرة والأشرفية والمعتبية في تنسيق إبداعي غاية في التألق، فتعز مهد الحضارات الإسلامية، وقد كانت عاصمة للعديد من الدول الإسلامية، فلا يمكن أن نهمل هذه المحافظة الباسلة وفيها من الآثار القديمة ما يجعلها إحدى المحافظات السباقة في الترويج السياحي المنظم الجيد والممتاز.
* ويجمل بنا في هذا المقام المتواضع أن نناشد القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ورعاه أن يولي تعز جل الرعاية والاهتمام وأن يحل مشكلة المياه فيها حلاً عاجلاً وأبدياً من أجل ألا تبقى تلك الأزمة مؤرقة للعديد من أبناء تعز البواسل الذين لهم أبادٍ بيضاء في الدفاع عن وحدة الوطن اليمني الواحد والانتصار للوحدة اليمنية في السابع من يوليو العظيم 1994م حينما أرست مداميك الأخوة الإيمانية والابتعاد عن النزعات الهابطة من مناطقية وقروية وعشائرية ومذهبية وسلالية وطائفية فتعز لا تؤمن بهذه الترهات فهي مدينة الثقافة وعاصمة اليمن الثقافية بإذن الله تعالى.
* إن تعز اليوم ستفرح أكثر من أي وقت مضى حين نناشد الحكومة سرعة التعاون مع الأخ المحافظ من أجل تحلية مياه البحر المخرج السليم والمناسب من الأزمة المدوية التي تحياها تعز في ظل الانكسار والتشظي والانقسام، فلا مجال لثقافة الغلو والتطرف، ولا مجال لثقافة الكراهية فجميعنا أخوة بتقرير الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات قال تعالى في القرآن الكريم: "إنما المؤمنون إخوة" وإنما أداة حصر وقصر حيث حصرت وقصرت الأخوة على المؤمنين، فلا مجال بيننا لحاقد جبان يفرق بين عباد الله سبحانه وتعالى، فلا مناطقية ولا طائفية ولا سلالية ولا مذهبية فجميعنا إخوة متحابين وغير هذا لا يخدم القضية، قضية حرمان كامل لأبناء تعز من الماء حيث تتهيب ثانياً المسؤولين بأن يغيروا الوضع ويعالجوا قضية تعز وحرمانها من الماء في أسرع وقت ممكن والله من وراء القصد. <
