حسن بن حسينون
بهذا العنوان أتوجه إلى جميع الشعوب العربية التي مزقها الاستعمار إلى دويلات قطرية خدمة لأهدافه وإستراتيجيته السياسية والاقتصادية وأقول لهم لا تتعجبوا من هذا العنوان؟ وكيف يمكن لكم أن تتعجبوا وتأخذ بكم الحيرة بعد أن طالت مدة الأضحوكة واستمرت وتوالت بعدها المضحكات لأكثر من ثلاثة وتسعين عاماً أصبحت خلالها أمة العرب والمسلمين أضحوكة أمم العالم شرقاً وغرباً مسيحيين وبوذين، أميركيين وأوروبيين صينيين أسويين هنداً وأفارقة ما يقارب العشرة عقود قد مضت من الضحك على أمة العرب لا يمكن أن تستثني أو تغيب عن قرية ومدينة أو شعب من شعوب العالم وكان العامل الأساسي في إبراز ونشر صدى الأضحوكة على مستوى بقاع الأرض كان تطور الأحداث السياسية التي مرت بالمنطقة العربية.
كانت الأضحوكة الأولى وكانت البداية بسقوط الأمبراطوريات العربية والخلافة العربية الإسلامية التي اختتمتها الأمبراطورية التركية أو الخلافة العثمانية التي أطلق عليها الاستعمار الأوروبي القديم تسمية "الرجل المريض" والذي هي واعد خلالها وقبل أن تنتهي الحرب العالمية الأولى بهزيمة الرجل المريض إلى إبراز الأضحوكة الثانية والتي تمثلت بالثورة العربية الكبرى التي جاءت كنتيجة موضوعية لثالثة الأثافي من المضحكات تمثلت في معاهدة سيكس بيكوا 1916م شارك فيها العرب إلى جانب القوى الاستعمارية آنذاك من على ظهور الحمير والجمال، وعلى الطريقة العربية تحت شعار " الزحف الزحف يا رجال" والتي قد خرجوا منها صفر الأيادي.
لم تتوقف المضحكات عند هذا الحد، بل توالت بعد ذلك بقية المضحكات بتقاسم مناطق النفوذ للرجل المريض في الوطن العربي على ضوء معاهدة سيكس بيكو السرية بين الدول المشاركة في الحرب والتي مثلت رابعة المضحكات وقد استمر صداها إلى ما بعد وما قبل الحرب العالمية الثانية.
أما خامسة الأثافي المضحكات فقد تمثلت في زرع دويلات قطرية أطلق عليها تسمية الدول المستغلة بعد الحرب العالمية الأولى مقابل مشاركتهم في هزيمة "الرجل المريض" بينما هي في حقيقة الأمر عبارة عن قواعد عسكرية متقدمة محلياً لحماية المصالح الاستعمارية الكبرى وخاصة في مجال الطاقة.
عندما بدأت تلك القوى الاستعمارية تشعر ما قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية بخطورة المد القومي العربي على مصالحها عملت على إقامة ما أطلق عليها جامعة الدول أو "الدويلات" العربية وليس جامعة للشعوب العربية والكيان الصهيوني في فلسطين وهذا دليل واضح بأنها قد مثلت الأضحوكة السادسة منذ 1945م وحتى وقتنا الحاضر 2009م ومن يجهل ذلك عليه أن يعود إلى تاريخ هذه الجامعة كيف كانت عند تأسيسها وكيف أصبحت اليوم بعد وأثناء الحرب العدوانية الصهيونية التي شارك فيها العرب بصورة مباشرة وغير مباشرة في العراق ولبنان وفلسطين وانتهاءً بتدمير قطاع غزة وارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية تمثلت في الإبادة الجماعية للشيوخ والنساء والأطفال، فأين كانت من تلك الإبادة؟ وأين كان عملاء الاستعمار والصهيونية وصنيعته من الزعامات والحكام العرب والذين أثبتوا أمام الرأي العام والدولي بالرغم من المعرفة المسبقة بأن حكوماتهم وعروشهم وكل جيوشهم الجرارة قد مثلت حقيقة صناعة استعمارية وقواعد عسكرية متقدمة لحماية مصالحه في المنطقة ويخطئ من يعتقد بأنها دول مستقلة فهو بذلك لا يخدع إلا نفسه.
لقد عرف تلك الحرب العدوانية على العراق وفلسطين ولبنان أخر أوراق التوت عن عورات الحكام والحكومات العربية وبهذا التعري لا يمكن لها بعد اليوم أن تتحدث باسم العرب والمسلمين وباسم القضية المركزية في فلسطين التي زايدوا باسمها كثيراً وخافوها وطعنوها في الظهر أكثر وأكثر وكان موقفهم المخزي والتآمري في الحرب على العراق ولبنان وفلسطين البداية في البحث عن القبور ودفن الكراسي والعروش وللعملاء والخونة والمتآمرين من الحكام العرب.
لا أريد هنا التطرق إلى مزيد من المضحكات العربية فهي كثيرة وكثيرة جداً ومعروفة للقاصي والداني ومنها أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وجيوشهم الجرارة وانتصاراتهم وشعاراتهم التي لا تغيب عنها الشمس والتي أصبحت اليوم عبارة عن خدعة وكذبة كبرى لا يمكن أن تنطلي على أحد.