محمد أمين الداهية
إلى متى سيظل الأغبياء عديمي الإحساس والضمير ينهشون في جسم هذا الوطن وهم في الوقت نفسه يضعون لأنفسهم صوراً وطنية من خلال مبدأ الزيف والكذب ويظهرون ولاءً لفضياً لهذا الوطن الذي يستنكر كل الاستنكار أعمالهم المشينة، لقد أصبح البعض ممن بأيديهم مسؤولية تجاه هذا الوطن وأبنائه على مختلف الدرجات والمناصب الوظيفية وكأنهم قطاع طرق لا يعرفون شيئاً عن الأمانة والمسؤولية، والمشكلة أن وباء التطفل هذا قد استطاع أن يأخذ طريقه إلى بعض الحمقى من الموظفين الذين وبجهل عارم يستخدمون ليكونوا واجهة للقبح أما رؤساؤهم فهم رمز للأخلاق والكرم حتى أن الناس أصبحوا يقولون المشكلة ليست في المسؤول وإنما في حاشيته الذين يحولون بين الناس والمسؤول الذي يقصدونه هذا الوضع سائداً بشكل ملفت في الدول العربية وبلادنا إحدى هذه الدول ولكن يا ترى إلى متى سنظل على هذا الحال؟ متى سيأتي الوقت الذي يستطيع المواطن الغلبان أن يوصل شكواه أو طلبه إلى أي مسؤول يقصده دون أن يحتاج إلى وساطة أو رشوة أو حتى معرفة متى سيأتي اليوم الذي نقتدي فيه بالمعاملة الغربية والتي استطاع الغرب أن يأخذها من ديننا الإسلامي الحنيف وأن يعمل بها؟ لماذا المعاملة في دول الغرب إيجابية إلى حدٍ كبير إلى مستوى أن المواطن الغلبان الذي لا ظهر له يستطيع أن يصل بشكواه أو معاملته أو غير ذلك إلى أعلى المستويات في الدولة دون أن يجد أية صعوبة؟ لماذا تفوق علينا الغرب ثقافياً وعلمياً وأدبياً وكل شيء يستلهموه هو من ديننا الإسلامي ومن تراثنا العربي؟ لماذا العرب لا يقدمون للبشرية سوى أفكار بينما الغرب يجعل من هذه الأفكار أشياءً محسوسة تحترم العالم دون تمييز؟ ألا يمكن أن تكون أزمة العرب وسبب ركودهم وجمودهم الفكري أزمة أخلاقية لو عولجت قد ربما يمكن أن نخرج مما نحن فيه أليس الأحرى بنا أن نطبق تعاليم ديننا الإسلامي وأن نعمل بها أن ندرك أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الناس سواسية كأسنان المشط، وألا نهمل كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته؟ أليس من العيب أن ندعي حب هذا الوطن ونحن بأعمالنا وتصرفاتنا مع الآخرين نزرع الحقد والكراهية على هذا الوطن ونجعل من المواطن المسكين يرمي لومه وجام غضبه على الحكومة التي يرى أنها من تخول لهؤلاء المسؤولين تصرفاتهم الحمقاء؟.<