;

لسنا بحاجة إلى حرب أهلية 705

2009-02-24 04:51:41

إسماعيل صالح السلامي

لم يزل العابثون بمقدرات الوطن يحاولون جره إلى أزمات سياسية خانقة وإلى احتقان سياسي حاد، فاليمن منذ قيام الوحدة المباركة تلقت العديد من الضربات الموجعة والتآمرات الداخلية والخارجية التي تريد النيل من وحدتها مستخدمين سياسات خطيرة تحرض على استخدام وسائل غير سلمية في نيل الحقوق والمطالب المشروعة وتدفع بمزيد من زعزعة الاستقرار وإشاعة العنف والفوضى في كافة أرجاء الوطن متخذين من الانتخابات فرصة لتصفية الحسابات التي ليس لها علاقة بالعملية الديمقراطية أو حتى بالتغيير.

فقد زادت التهديدات والمشاحنات بين الأحزاب والاتهامات المتبادلة بين الحزب الفاشل وشلة المشترك مع عدم وجود أي تنازلات من أي طرف فكل هذه الأعمال لا تبشر بالخير للوطن ولا تدعو إلى التفاؤل، فهي ستعمل على الاضرار بالعملية الديمقراطية مما يؤدي إلى خلق أزمة شبيهة بأزمة حرب 1994م وجر الوطن إلى حرب أهلية مستدامة، فهنالك من يحاول الاصطياد في الماء العكر يظهر ذلك بجلاء في موقف الأخوة في اللقاء المشترك الذين لهم موقفاً سلبياً من الانتخابات فهم يقاطعون تارة وتارة أخرى يلوحون بضرورة التوصل إلى توافق وطني غير آبهين بما تحدثه المواقف الضبابية من تدهور في العملية السياسية فهم يسعون إلى حلول من وراء الكواليس ولا يطلع عليها الشعب فيظهرون الإصلاح للشعب ويبطنون الفساد لأنهم فئة مردوا على النفاق وتاريخهم السياسي يشهد بذلك، فكل واحد قد شاهد أو سمع بما عمله الحزب الاشتراكي اليمني من أعمال تخريبية وتصفيات جسدية للمواطنين سابقاً، أما شريكه الآخر حزب التجمع اليمني للإصلاح وقيادته التي كانت تحلم بتكوين دولة إسلامية والسعي إلى الوحدة العربية على حد قولهم فهي في المقابل حالياً تسعى إلى تفكيك الوحدة اليمنية وإنكار منجزاتها والقضاء على الديمقراطية ومبدأ الشورى الإسلامي والوصول إلى كرسي الحكم بطرق غير سلمية فهم يبعثون بكلمات تهز مشاعر المواطنين والدخول إلى قلوبهم بكلمات تثير الشفقة والرحمة ووعد المواطنين بأعمال مستحيلة لا تستوعبها العقول المدركة والفاهمة لذا فإنهم يستهدفون بمكرهم وأكاذيبهم الجهلة والشباب الذين لا يعرفون شيئاً عن تاريخهم.

أما الحزب الحاكم فحدث ولا حرج ولا تغفل أعيننا عن أعماله الإجرامية بحق المواطنين وكلنا قد عاصرنا حكم هذا الحزب وشاهدنا أكاذيبه ولاقى المواطنون في ظل حكم المؤتمر الشعبي العام الجوع والحرمان الذي لا يسعنا المجال لذكرها وقد أعطى المواطنون للحزب الحاكم الفرصة الكافية للإيفاء بتلك الوعود إلا أنها حالت دون الوفاء بما وعده الحزب الحاكم في مواعيد عرقوب الانتخابية، فقد أثبت لنا فشله الذريع في فترات حكمه السابق لذلك فهو حالياً يبحث عن سبيل للخروج من مأزق الفشل الذي تحقق من خلال عدم إيفائه بوعوده للشعب ويظهر متستراً الدعاية الانتخابية المقبلة خوفاً من أسئلة المواطنين وانتقاداتهم وتجنباً لمطالباتهم الشرعية.

فمن الملاحظ أن قيادات وزعامات هذه الأحزاب تؤثر سلامتها والسعي إلى كراسي الحكم والتحكم بأموال الشعب العامة على أهوائهم وبشكل شخصي بغض النظر عن مصلحة الوطن والمواطن كما يدعون ذلك، وهذا ليس في الديمقراطية لأنها ليست فقط طريقة الوصول إلى كراسي الحكم والتداول السلمي للسلطة بل أنها تتمثل في محاسبة السلطة وحرية الرأي ومشاركة المواطن في صنع القرار وهذا فقط ما نريد التوصل إليه.

من هذه التجارب المطلوب من الشعب البحث عن بديل لهذه الأحزاب المتصارعة التي ستذهب بالوطن على الهاوية وخصوصاً إذا لم تصحح تلك الأحزاب مسارها ولم تسعى إلى المصالحة الوطنية والاحتكام للصندوق بعيداً عن الهمجية أو البلطجة .. والله من وراء القصد.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد