بقلم/ ممدوح طه
لا نتانياهو صقر ولا ليفنى حمامة.. فدعونا نفيق من هذا الوهم الذي يفرق في إسرائيل بين «حمائم» و«صقور»، ونكف عن الرهان على هذا الحزب أو ذاك في إسرائيل أو في أميركا، ولنراهن على أنفسنا لا على غيرنا، خصوصاً على أعدائنا، وتغيير مواقف غيرنا من قضايانا مرهون بوحدتنا الوطنية والقومية، وباستراتيجينا الموحدة التي تواجه استراتيجيات أعدائنا.
وببناء قوتنا وتحقيق قدرتنا على الردع ومواجهة القوة بالقوة، وليس على تراجعات إنسانية ممن لا يصنعون إلا الشر، وإلا ارتكاب الجرائم النازية ضد الإنسانية، فالذين اغتصبوا فلسطين وأعلنوا دولتهم «الصهيونية» بالإرهاب والقوة هو «بن غوريون» زعيم حزب «العمل»، والذين شنوا جل الحروب الصهيونية العدوانية في 56، و67 ضد الفلسطينيين والعرب، واحتلوا أرضنا، وكشفوا وجوههم العنصرية بإعلان دولتهم «اليهودية» بالإرهاب والقوة هم حمائم حزب «العمل»، بينما الذين وقعوا «سلاماً» مع مصر هم صقور حزب «الليكود»!
والذين ذبحوا بعدوانهم الإجرامي على غزة أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، وأوصلوا صقور العدوان والحروب أمثال «نتانياهو» و«ليبرمان» للحكم في إسرائيل بفسادهم المالي والأخلاقي والسياسي، وبإخفاقاتهم العسكرية هم قادة حزب العمل، مرة في عدوانهم على لبنان بسقوط «عمير بيريتس» جنرال حزب «العمل»، ومرة بعدوانهم على غزة بسقوط «باراك» جنرال حزب «العمل»، والذين ذبحوا حمائم السلام «هم» حمائم «كاديما»!!
إننا لا نقلق من صعود يمين صهيوني متطرف بقيادة نتانياهو في تل أبيب، فاليمين الصهيوني المتطرف في واشنطن هو الذي أوصل أميركا لهذا المأزق وأجبرها على التغيير، فغرور القوة وجنون هذا التطرف سيعقبه السقوط اليميني أو الصهيوني حتماً، وهو ما سوف يستنهض قوانا الغائبة أو المغيبة، وسيظهر الوجه القبيح للصهاينة أمام العالم تناقضاً مع سياسات أوباما الجديدة لإعلاء السياسة على القوة، وسياسات أميركا وأوروبا القديمة بالحل السياسي على أساس الدولتين. لكن قلقنا أكثر هو من بطء تحركنا نحو تغيير ذاتنا وبناء وحدتنا وصناعة قوتنا ودعم مقاومتنا لردع عدونا.
ولصناعة قوتنا الحقيقية التي لا تجعل الحكم تحت ضغط الخارج، ولا تجعل الشعب تحت ضغط الحاكم، دعونا نختار أنفسنا بأنفسنا في انتخابات ديمقراطية حقيقية تأتى ببرلمانات حقيقية تعبر عن إرادة الشعب لا إرادة الفرد، قبل المضاربات والمراهنات الخاسرة في مزادات ومناقصات الانتخابات الأميركية والإسرائيلية الأكثر ديمقراطية من انتخاباتنا السابقة التجهيز والمقررة النتائج بغض النظر عما في صناديق بطاقات التصويت الزجاجية أو الخشبية لا فرق!
ولصناعة قوتنا الحقيقية، دعونا وحتى ننجح في السعي لمصالحة فلسطينية فلسطينية، ننجح في تحقيق مصالحات وطنية وطنية بين النظم والشعوب بعيداً عن الاستئثار أو الإقصاء للقوى السياسية الوطنية، ومصالحات عربية عربية تقوم على التوافق على استراتيجية شاملة ومتكاملة تسعى إلى الصيغة الاتحادية لبناء القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، بما يسد الفراغ في منطقتنا ويعلي حائط الصد ضد أطماع وإملاءات وتمدد أعدائنا في فراغنا .
أخيراً الأمر يتعلق بنا وليس بغيرنا، فوحدتنا وقوتنا هي فقط ما يمكن أن يجبر المتطرفين الأميركان من أمثال ريجان أو بوش في واشنطن، ونتانياهو أو ليبرمان في تل أبيب أن يحسبوا حسابنا، لا تهديدنا أو الاستخفاف بنا.<