كروان عبد الهادي الشرجبي
عندما ننفعل أو نغضب أو نقلق تكون ردة فعلنا في الغالب مبالغ فيها حيث نبدأ بتضخيم وتهويل الموقف حتى في أتفه الأمور نتيجة إعطائها حجماً أكبر من حجمها الطبيعي ونصدر حكمنا ونحن بتلك الحالة ونعاند ونصر على موقفنا وذلك لن يجعلنا نصل إلى ما كنا نريده بل قد يزيد من صعوبة حصولنا عليه وفي بعض الأحيان إذا واجهنا موقفاً صعب بدلاً من أن ننظر إلى السبب الرئيسي لهذا الموقف نبقى نندب حظنا العاثر ونشعر بأننا ضحايا وأن الآخرين لا يقدرونا وأننا لم نأخذ فرصتنا للنجاح وأن ظروفنا دائماً سيئة وأن كل حياتنا سيئة وبالتالي هذا لن يحل الموقف لأننا نظرنا إليه من منظور ضيق.
ولكن لو عودنا حالنا على ضبط النفس وتحلينا بالصبر وعدم الاندفاع سنعرف أن لكل مشكلة حلاً إن آجلاً أو عاجلاً وعلينا أن نكون أكثر تفكيراً فيوما نواجهه ولا نجهد طاقتنا في القلق والتوتر.
ترى هل فكرنا لماذا نضخم بعض الأمور ونستنفذ بعضها وأخرى نتركها لأننا نحن من نريد ذلك!!
فنحن إذا رغبنا بشيء وكان صعباً سهلناه لأننا أردنا ذاك الشيء وإذا لم نرغب به رغم أهميته وسهولته وضعنا أمامنا العراقيل والسدود وهذا يحدث لأننا في بعض الأحيان نفتقد إلى التمييز بين الأشياء.
كذلك الحال مع الأشخاص فإننا في مرات كثيرة نجد أنفسنا نعامل أشخاصاً على حسب سلوكهم فنحن في الغالب نعجز عن فهم دوافع سلوك الآخرين ولكن علينا أن نضع مبررات لأي شخص سلك سلوكاً عدوانياً مثلاً فقد يكون وراء هذا السلوك إنسان مكتئب بائس محبط ولديه مشكلة نن نجهلها.
ألا نمر نحن بمثل تلك التصرفات ونريد من يعذرنا؟ فلماذا لا نعذر غيرنا؟إذاً علينا أن ننظر بعين متفائلة وسنجد أننا نحيا ضمن مختلف المتناقضات وحتى نبني جسوراً للمحبة بيننا وبين الآخرين علينا أن نعيد النظر في علاقاتنا وأن نضع دائماً نصب أعيننا أن الناس يختلفون في إدراكهم للشيء نفسه ويعود ذلك ربما لثقافتهم وتعليمهم والمستوى الاجتماعي بل حتى إلى حالتهم النفسية والصحية فمن ضروريات تكوين العلاقات أن تعرف من الشخص الذي أمامنا وما هو الأسلوب الأمثل للتعامل معه؟ولا ننسى أننا لو سامحنا سنستمتع بالتسامح.
فلو ضاعت منا المحبة ضعنا في هذه الحياة.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM