كفى بنت سليمان الشوكاني
في التغييرات التي أجراها الملك عبدالله في عدة وزارات وهيئة الإفتاء ومجلس القضاء الأعلى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلت انقلاباً منه على الحرس القديم وهم الشيخ اللحيدان وأبو الغيث وغيرهم ممن كانت المملكة تستنير على الأخذ بأفكارهم وآرائهم المنبثقة من الكتاب والسنة ولكن لبعضهم معارضات على نظام الملك الذي يرضخ للضغوط والانتقادات من الحليف الأكبر للسعودية الولايات المتحدة الأميركية ويرى المراقبون أن الهدف الرئيسي من هذه التغييرات هو الإطاحة بالحرس القديم الذين داخل المؤسسة الدينية التي تتعرض إلى موجة من الانتقادات من الليبراليين داخل المملكة والحليف الأكبر في الخارج الولايات المتحدة إضافة إلى ما زعموه من فوضى الفتاوى التي زادت حدة الانتقادات ابتداء من فتوى الشيخ اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى والتي قد رد على المشوشرين وفند شبهاتهم وأنها ليست على الوجه الذي أشاعوه عنه والتي زعموا فيها أنه قال بقتل أصحاب المحطات الفضائية الماجنة والمشفرة ولأنهم أصحاب قنوات فضائية استطاعوا أن ينشروا أخباراً تشوه سمعة الشيخ اللحيدان بل والمملكة بل واستطاعوا استعطاف الأميركان بما صوروه لهم أن هؤلاء يسببون نكسة للعلاقات بين المملكة وواشنطن مما أثار حفيظة أرباب الدعارة من العاهرين والعاهرات ممن يملكون صناعة القرار في البيت الأبيض الملطخ بالقاذروات أن يضغطوا على الملك الذي أبدى تجاوباً وانسجاماً مع هذه الضغوط لأنه يكره الإسلاميين والسبب أعضاء تنظيم القاعدة حد زعمه وكذلك تحريم أحد كباء العلماء فتح دور السينما والدفاع عن تزويج القاصرات وغيرها مما حرمها الله وأحلها الملك بالضغوط.
وقد رأى أحد المراقبين أن إصدار الملك عبدالله قراراً بإعفاء يوسف الغفيص من هيئة كبار العلماء ربما جاء على خلفية معارضته لعدد من القرارات التي أصدرها الملك عبدالله منها قرار تدوين الأحكام القضائية وكذلك قضية التوسعة.
ويرى مراقبون أن معظم الأعضاء في مجلس الشورى الجدد ينتمون إلى التيار الليبرالي بالمملكة ومن المقربين من الملك عبدالله أيضاً، مما يبشر بعصر جديد من الانفتاح وتعزيز للحريات العامة ستشهده المملكة خلال السنوات القادمة.
ويقول بعضهم: إن هذه التغييرات استغل فيها الملك عبدالله غياب الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي يعاني من مرض عضال ويتواجد خارج المملكة منذ أكثر من "3" أشهر وحيث أن أفراد أسرة الأمير سلطان يريدون تنحي الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن الحكم في المملكة وتعيين الأمير سلطان لكي يحكم المملكة كملك لأنه يلفظ أنفاسه أيامه الأخيرة ويخشون موته قبل الحكم فهم ينازعون بشدة الملك للتنحي لكن الملك استغل هذا الغياب حيث وأن الأمير سلطان كان يشكل خطراً على الملك بفرض هيبته وكبح جماح القرارات الفردية من الملك فلذلك كان أغلب المعينين بقرار الملك هم من أقرباء الملك عبدالله.
وقد تعدى الملك بالمراوغة حيث أنه زعم أن هيئة كبار العلماء كانت حنبلية وهو يعلم أن هذا ليس له أساس من الصحة فقد كان الشنقيطي مالكي المذهب وكان فيها الحنفي والشافعي وإنما أراد الملك بهذا أن يعين حسين الصفار على المذهب الإثنى عشري ليس إلا، وهذا ما قاله ملحق الدين والحياة لصحيفة "عكاظ" ليوم الخميس بتاريخ 20/2/2009م عندما نفى ذلك الشتري في ذاك الملحق فلينظر.