شكري عبدالغني الزعيتري
نواصل الكتابة في هذه الحلقة عن النوع الثاني من أسلحة الدمار الشامل النووية وهي القنبلة الهيدروجينية حيث وقد كتبنا في الحلقة السابقة عن النوع الأول من أسلحة الدمار الشامل النووية وهي القنبلة الذرية النووية بالقول وكما جاء لدي علماء وخبراء في الأسلحة النووية بأن القنبلة الهيدروجينية والتي تسمي أيضا( بالقنبلة النووية الحرارية ) تعتمد فكرة علي عملية الاندماج النووي بين نظيري الهيدروجين (الترتييوم مع الديوتيريوم) لتكوين ذرة هيليوم ويكون الفرق في كتلة المواد المتفاعلة والمواد الناتجة من هذا التفاعل النووي حوالي (4'0 %) تنبعث علي شكل طاقة هائلة تعادل ما نتج من انفجار عشرين مليون طن من مادة ثلاثي تيتروتوتين (تي. ان. تي ) أي انفجار قنبلة هيدروجينية يزيد عن انفجار قنبلة نووية بمائة ألف مرة. وتسمي القنبلة الهيدروجينية بالقنبلة النووية الحرارية لان تفاعل التحام النوى عبارة عن تفاعلات نووية حرارية وذلك لأنها لا تبدأ إلا إذا ارتفعت درجة حرارة المواد المتفاعلة إلي درجة حرارة عالية جدا والذي يجعل هذا التفاعل يستمر حتى تنتهي المكونات (أي إن هذه التفاعلات نفسها طاردة للحرارة مولدة للطاقة ). وتتكون القنبلة الهيدروجينية من : (1) الوقود النووي من (36'1 ) كيلوجرام من التريتيوم و (91'0 ) كيلوجرام من الديوتيروم (2) وسيلة التفجير : قنبلة نووية صغيرة تحيط بالوقود النووي تستخدم لتوفير درجة الحرارة اللازمة لإتمام عملية الاندماج المطلوبة لتكوين الهيليوم (3) الغلاف الخارجي وهو غلاف من الصلب به نسبة كبيرة من اليورانيوم الطبيعي (238) انقسامي في درجة الحرارة العالية للحصول علي طاقة انفجارية تدميرية إضافية. ويمر التفاعل داخل القنبلة الهيدروجينية بثلاث مراحل هي : (1) المرحلة الأولي انشطار نواة ذرة اليورانيوم (235) أو البلوتونيوم (239). (2) المرحلة الثانية اندماج انويه الذرات الخفيفة من نظائر الهيدروجين (ليثيوم وديوتيريوم ) (3) المرحلة الثالثة انشطار لنواة اليورانيوم الطبيعي (238) الغلاف الخارجي للقنبلة حيث يعطي ذلك كمية تلوث إشعاعي كبيرة. وتكون الطاقة الناتجة عن انفجار القنبلة الهيدروجينية اكبر بمئات المرات من تلك الطاقة الناتجة عن انفجار القنبلة الذرية النووية ويرجع السبب في ذلك إلي أن القنبلة الهيدروجينية غير محددة بكتلة حرجه. والنوع الثالث من أسلحة الدمار الشامل وهي القنبلة النيوترونية وتسمى أيضا رأس الحرب الإشعاعي المتطور) وهي عبارة عن احد أنواع الأسلحة النووية والتي تم اختراعها من قبل عالم في الفيزياء من الولايات المتحدة اسمه "ساميول كوهين" وهو من العلماء الذين شاركوا في صنع القنابل ذات الانشطار المصوب التي ألقيت احدها على هيروشيما في أغسطس 1945. وهناك مزاعم أن كوهين اشرف على صنع 700 قنبلة نيوترونية في عهد الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان. وهي عبارة عن قنبلة هيدروجينية مصغرة إلا أن تركيبها وتأثيرها يختلف عن القنبلة الهيدروجينية حيث أن معظم مفعول القنبلة النيوترونية يكون علي شكل إشعاع نيوترونات تخترق الأجسام الحية وتؤدي إلى قتلها في الحال بينما لا تؤثر على المنشات وبشكل يذكر علي عكس القنبلة الهيدروجينية التي يمثل معظم مفعولها فيما تبثه من حرارة وضغط يسببان الدمار للمنشات والكائنات الحية علي السواء. والميزة الرئيسية لهذه القنبلة هي دقة تدميرها للهدف حيث تلحق أضرار طفيفة في المناطق المجاورة للهدف الرئيسي. والقنبلة النيوترونية هي قنبلة من نوع الأسلحة النووية الاندماجية وهو شبيه بالقنابل الهيدروجينية حيث يتولد كميات هائلة من النيوترونات نتيجة لعملية الإتحاد النووي عندما تتحد انوية خفيفة الكتلة لتكوين عناصر أثقل من ناحية الكتلة ويسمح لهذه الكمية الهائلة من النيوترونات من الانبعاث خلال صفائح القنبلة وتكون الصفيحة المغلفة للقنبلة مصنوعا عادة من مادة ال روم أو النيكل وبهذا تكمن القوة التدميريه لهذه القنبلة في الكم الهائل من الطاقة الحركية الناتجة من عدد هائل من النيوترونات التي تشكلت بتحفيز خارجي بواسطة اتحاد مصطنع بين انويه مواد خفيفة الكتلة مثل التريتيم. بالإضافة إلى استعمال القنبلة النيوترونية كأحد الأسلحة النووية فن لها استخدامات أخرى في المعارك التقليدية حيث يمكن استعمالها كصواريخ ضد الدبابات و المصفحات العسكرية التي يصعب اختراقها بالأسلحة التقليدية وبإمكان قذيفة نيوترونية اختراق أكثر الدبابات حصانة بسهولة من على بعد 10 كم حتى وان لم تصب القذيفة هدفها فإن انفجارها سيولد جرعة عالية جدا من الإشعاع النووي كفيلة بقتل من يتعرض لها خلال 24 ساعة. . . تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الحادية والعشرون بعنوان ( الطاقة النووية. . والجيل الثالث من أسلحة الدمار الشامل )
Shukri -_alzoatree@yahoo. com