كروان عبد الهادي الشرجبي
قد نفهم أو نتفهم سعي فتاة سرقت الأيام زهرة شبابها،إلى الزواج بأي ثمن باحثه عن رجل ، أي رجل، يطرد عنها شبح الوحدة والعنوسة، الذي تتمدد ظلاله المخيفة في سماء حياتها لكن الأمر الذي يتعذر ويصعب علينا فهمه هو أن فتاة صغيرة في عمر الوردة وعلى قدر من الجمال لا شيء يشغلها وليس لديها هم سوى الزواج.
الزواج بأي شكل وبأي من كان لدرجة أن يتحول الأمر عندها إلى هوس مجنون غالباً ما ينتهي إلى نتيجة كارثية.
ما الذي يجعل الفتيات مهووسات بالزواج وبأي شكل؟ وللإجابة على هذا السؤال إليكم أعزائي قصتان لفتاتين لم يتجاوز عمرها الخامسة عشر.
صاحبة الحكاية الأولى فتاة كانت ظروف أسرتها بائسة وكانت أكبر أشقائها فتركت المدرسة لتعمل وتساعد أباها في الأنفاق على أخوتها الستة وكان حلمها أن تتزوج وترتاح من هذا التعب إلى أن حدث هذا ورمت نفسها بين يدي رجل لا ينتمي إلى البشر بصلة وكان معروفاً للكل بفظاعة أخلاقه وبشاعة تصرفاته لكنها تجاهلت عيوبه وتزوجته على الرغم من المعارضة الأسرية وعاشت معه كابوساً لا يمكن الاستيقاظ منه.
صاحبة هذه الحكاية طلبت أن أكتب عنها حتى يعتبرن الفتيات من حكايتها فهي أرادات أن تهرب من ظروف أسرتها وسئمت من مساعدة والدها في تحمل النفقات الأسرية، فابتلاها الله شر ابتلاء بزوج لا يطاق. وما زالت على ذمته إلى اليوم . مع العلم أنها طلبت الطلاق ولكنه رفض وبدلاً من أن يطلقها تزوج امرأة أخرى مندفعة مثلها .
أما الفتاة الأخرى تقدم لها شابُ ولم يوافق عليه الأهل لأنه متزوج بأخرى ولديه أولاد ولكنها أصرت أن تتزوجه وعندما رفض الأهل، هربت معه وتزوجته وبعد الزواج بثلاثة أشهر هجرها لأنه علم بأنها حامل وهو لا يريد أولاد.
ونظراً لأنها تزوجت دون موافقة أهلها فقد رماها رمية"....." وعادت إلى منزل والدها الذي لم يستطع أن يفعل شيئاً سوى أن يضمها إلى حضنه من جديد. فهي ابنته أولاً وأخيراً.
فهذه الفتاة أرادت الزواج لكن حظها العاثر قادها إلى رجل ليس لديه ضمير.
وأخيراً على كل فتاة أن تتروى ولا تستعجل لأن الاستعجال والاندفاع يجعلها تقع في شراك أي رجل تصادفه فالحياة الزوجية ليست كقصص الحب والأفلام.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM