أبو بكر محمد علي عبدالسلام
كتبت تحت هذا العنوان موضوعاً نشرته صحيفة "أخبار اليوم" الغراء في عددها "1618" الصادر 16 فبراير 2009م.
هذه الصحيفة الصادرة من مؤسسة "الشموع" للإعلام التي دائماً ما نراها تقف مع الحق وتحارب الفساد وتحمل هموم الوطن وتدافع عن قضاياه، هذه المؤسسة التي نجحت بكل المقاييس سواءً في صحيفتها الأسبوعية "الشموع"، أو اليومية "أخبار اليوم" ونجحت بطرحها الوطني المتزن الذي دائماً نجدها بعيداً عن التعصب الحزبي أو المناطقي ولكننا نجدها متعصبة لما هو أكبر من ذلك وهو الوطن اليمني.
واليوم ها أنا أكتب هذا الموضوع للتأكيد بأنني لم أكن في موضوعي الأول متهجماً أو متحاملاً على أحد ولم أكن فيه مداهناً بقدر ما كنت فيه اعبر عن ظلم قد أصابتنا نحن أبناء الشهداء، وقد تلقيت بعضاً من الاتصالات فيها من يعاتبني ويلومني على ما كتبت ومعهم بعض الحق لأنهم لم يصطلوا بالنار الذي اصطلينا بها نحن أبناء الشهداء، واعتقد كذلك أنهم وغيرهم لم يعلموا كم هي طاهرة وزكية دماء شهداء الوطن الذين قدموها رخيصة في سبيل تحقيق أهدافهم الوطنية السامية، هذه الدماء التي كانت من أهم عوامل تحقيق الوحدة الوطنية المباركة، فمن واجبنا الوطني وفاءً لدماء آبائنا يتحتم علينا الوقوف في الصف الوطني بل في طليعته للدفاع عن وحدته ونصرة لقضاياه، ومن العجب العجاب أن تتوجه لنا اليوم بعض الدعوات للوقوف مع أهلها خلافاً لما نؤمن به وخلافاً لما ضحى من أجله أبائنا، إن همنا كبير وآلامنا وجراحنا بليغة، وعندما نقول هذا الكلام وأصدقكم القول أننا نقولها بحسرة وألم وغبن وكيف لا ونحن نفتقد لأبسط الحقوق وهي المساواة على الأقل مع من وقف ضد الوطن ووحدته وبمن يريد تمزيق الوطن وتشرذمه وأوضاع آبائنا لم تسوى بل وبعض الأسر لا تستلم مرتبات من أي وجهة وحرمنا من أي مساعدات تساعدنا على استقرار أسرنا والأهم من ذلك التكريم ورد الاعتبار لآبائنا الشهداء.
وفي المقابل نرى أن هناك في الطرف الآخر من يطلق السهام المسمومة في صدر الوطن بل أكثر من ذلك وهو يطعن في ظهر الوطن خفية وغله ومع ذلك نراه أخذ ويأخذ الشيء الكثير وأننا سنظل نطالب ونلح ونشدد على إعطائنا حقوقنا المستحقة ونقولها مراراً وتكراراً أننا نريد أن نأخذها "من البوابات الوطنية التي نرى صور آبائنا متجسدة على هاماتها" فما ضاع حق وراءه مطالب.