عبدالباسط الشميري
أخ عزيزي وقريب حبيب هاتفني بالأمس وبدون مقدمات فاجأني "لديكم مظاهرتان غداً أليس كذلك"؟ وبسرعة غير مسبوقة كانت الإجابة أنا ليست لدي مطالب حتى أقود المظاهرات وأمارس إزعاج السلطات ثم من هؤلاء أنتم قال أنت كنت تستمع إلى صديقك اليوم وهو يقول إن يوم غد مظاهرة حاشدة ستكون أمام مجلس النواب أجبته نعم هو صديقي لكنني لست معارضاً بل إنني مع النظام والحكومة قلباً وقالباً ولم يسبق لي الانضمام لأي حزب أو فصيل معارض ثم إن نقابة الصحفيين تعد العدة لعقد المؤتمر العام الرابع وبصفتي عضواً فيها فاعتقد أننا لسنا بحاجة لا لمظاهرات ولا مسيرات لكن صاحبي عاد ثانية ليصحح السؤال "لا يا صاحبي أنا أحدثك عن نقابة "ل م هسون" عندها أيقنت أن هناك لغطاً أو سوء فهم فقلت له سمعت كما أنت أن لديهم اعتصاماً وكفى والحكاية حقيقة ذكرتني بأحد أبناء الوطن وكان يعمل في أحد الدول الشقيقة "عامل بناء" وذات مرة وأثناء تجواله في أحد الشوارع بحثاً عن عمل شاهد في بوابة إحدى العمارات الكبيرة طابوراً طويلاً من العمال العرب يرتصون بشكل منظم فأخذ مكانه في الصف وبدون وعي معتقداً صاحبنا أن فرصة عمل تنتظره في نهاية الطابور بينما الأمر لم يكن كذلك وحكاية الطابور إياه أن هؤلاء كانوا يعملون في تلك العمارة الضخمة وتم سرقة خزانة أو ما شابه ذلك وحضرت أجهزة الأمن إلى المكان وقامت برص العمال وتسجيل بياناتهم ومن ثم سيخضعون لتحقيق أمني من العيار الثقيل ولسوء حظ صاحبنا فقد قاده حصنه العاثر إلى طابور لا علاقة له به لا من قريب ولا من بعيد وأن كان بالفعل قد ناله قسطاً كبيراً من الرفس والضرب لاستخراج اعترافات منه أملاً في الوصول إلى إعادة المسروقات ولأن صاحبنا لا علاقة له بالأمر فقد فقد عقله وعاد معلولاً إلى مسقط رأسه والحكاية في الأصل ليست من الخيال لكنها بالفعل حدثت وأن كان قد مر وقتاً طويلاً عليها إلا أن المناسبة التي دفعتني لإيرادها هو موقف صاحبي هذا الذي أدعو له بالهداية والتوفيق والذي كاد أن يحشرني في طابور وحلف المعارضة دون علمي ولولا أني تنبهت للأمر وبسرعة وأنكرت الأمر جملة وتفصيلاً وإلا لكنت الآن قد أصبحت في لجنة الحوار من أجل المصالحة والوفاق ولا استبعد في ظل وضع وثقافة من هكذا نوع أن تفرزني الفرازة وبدون علمي تابعاً لهذا الحزب أو ذاك لكن والحق يقال إن صديقي هذا ربما لم يفطن لما يدور على الواقع فانزلق بتلك الصورة وكاد أن يدفع بي إلى الواجهة وبدون وعي منه والحمد لله أنني تنبهت للأمر قبل أن أفقد عقلي ولله الأمر من قبل ومن بعد كما لا أنسى أن أقدم اعتذاري الشديد للمعارضة أو كما سماها صاحبي قبل أن يودعني المعارطة ويا دار ما دخلك شر واللهم لا تحشرنا مع زمرة الأحزاب واللجان ولا في دوائر الاشتباه والله من وراء القصد.
abast 66 @ hotmail.com