بقلم :ممدوح طه
مازال في العالم رجال محترمون .. فبعد أردوغان وشافيز وموراليس وكارتر وكيري، ها هو «جورج جلوي» زعيم حزب «الاحترام» في بريطانيا.. إنكم تعرفونه وتذكرون مواقفه المشهودة تأييدا لقضايا العرب والمسلمين من العراق و لبنان إلى غزة وفلسطين، والذي حاربته القوى الصهيونية في بريطانيا ولم تستطع أن تخمد صوته أو أن تمنع حركته المحترمه رفضا للعدوان ودعما لقضايا الحرية والعدل والسلام.
ومن على منصة البرلمان الإنجليزي وقف النائب المنتخب «جلوي» يدين بأعلى صوته تبعية بريطانيا لأميركا وانحيازهما لإسرائيل، ويتهم بوش وبلير بالكذب ويصف بلير بأنه كلب بوش المدلل، وحين هدده الكونجرس الأميركي في عهد بوش بالمحاكمة بذريعة دعم منظمات الإرهاب لمساندته للمقاومة العربية ومعارضته للعدوان البريطاني الأميركي على العراق، سارع بالذهاب إلى واشنطن، وعلى منصة الكونجرس وقف بشجاعه يقول لأعضائه «سمعت أنكم تهددون بمحاكمتي في الكونجرس الأميركي، فقررت المجىء إلى الكونجرس الأميركي لمحاكمتكم»..
إنه يقود الآن أطول قافلة مساعدات شعبية من الجمعيات الحقوقية والجماعات السياسية البريطانية مع كتيبة من المتطوعين البريطانيين المسلمين والمسيحيين واليهود في الطريق إلى غزة في أطول رحلة برية من لندن إلى غزة مرورا بدول أوروبية، وعبورا من أسبانيا إلى المفرب ودول المغرب العربي وانتهاء بمعبر رفح أو معبر «العوجة» في مصر للعبور الإنساني إلى غزة ..
فهل ستتبع إسرائيل أسلوب البلطجة وقطاع الطرق في البر مثلما سبق لها أن تعاملت بالبلطجة والقرصنة في البحر على سفن المساعدات العربية والدولية التى كانت في طريقها إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، بدءًً من السفينة الليبية «المروة» أول سفينة عربية تحاول كسر الحصار العبري والعربي.
ومرورا بالسفينة الإيرانية «الكرامة» التي لم تسمح لها إسرائيل بالوصول إلى ميناء غزة، ولا حتى سمح لها بتفريغ شحنتها في ميناء العريش المصري، وانتها ءً بالسفينة اللبنانية «الأخوة» التي هاجمها القراصنة الصهاينة واقتحموها وأسروا المناضلين العرب والأوروبيين المسلمين والمسيحيين من ركابها، وسرقوا الأغذية والأدوية التي كانت على متنها !
ومع ذلك فالقيمة السياسية الكبرى لهذه المبادرة الشعبية البريطانية ليست أقل من القيمة الإنسانية الكبرى خصوصا أن بريطانيا الرسمية لا الشعبية هى المسئولة عن الجريمة السياسية والمأساة الإنسانية للشعب الفلسطيني الذي حولت بريطانيا أكثر من نصفه إلى لاجئين بغير وطن قومي حتى الآن ! وبريطانيا الرسمية عليها مسئولية قانونية تجاه كل العرب الذين احتلتهم ثم قسمتهم مع فرنسا، ومنحت بينما هي لا تملك وعدا لمن لا يستحق على لسان وزير خارجيتها بلفور بتسليم فلسطين للصهاينة لإقامة «وطن قومي لليهود في فلسطين» !
لقد خسرت إسرائيل كثيرا بعدوانها الهمجي الإجرامي على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، خسرت أخلاقيا لدى شعوب العالم بغض النظر عن مواقف حكوماته، حين ظهرت بكل إجرامها اللا إنساني، وبكل إرهابها الوحشي.. . فصحيفة الغارديان البريطانية تحدثت عن «موجة غضب جديدة»، منذ 21 يوما غير مسبوقة بين طلاب 21 جامعة بريطانية، ولدتها الاعتداءات والفظاعات الاسرائيلية الأخيرة على شعب غزة، حيث احتل الطلبة عشرات المباني الجامعية في بريطانيا، وارغموا الكثير منها على منح الفلسطينيين منحا دراسية و قطع علاقاتها بشركات السلاح المرتبطة باسرائيل.
إذن، ليس جلوي وحده هو المحترم في بريطانيا بل أيضا طلاب بريطانيا .. وها هم البريطانيون يغضبون على إسرائيل .. فكيف لايغضب بعض العرب من أنفسهم ؟