;

أوراق من ذكرياتي..الحلقة «27» 1347

2009-02-26 04:25:48

والإنسان الذي ليس له عقيدة راسخة بتاريخه وبوطنه ودينه وعروبته لا يصمد في المواقف مهما كان قوياً، ويكون الإخفاق حليفه، لأنه لا يعتمد على غاية نبيلة، ولأن عقيدته وهمية ضائعة لا تصمد أمام الأحداث، وسرعان ما تنتهي وتتبخر، ومقتل محمد صالح فرحان كان الثغرة في نعش المتطرفين. وهو ضابط بسيط مغامر، ومن الضباط الذين عملوا معي في لواء الثورة سنتين ونصف السنة، وكنا نكلفه بعملية الإغارة مع وحداته لشجاعته ومغامرته، وكان ينجح في مهمته لأن لدينا قضية الدفاع عن الثورة، ونفذ أكثر من مهمة ناجحة فيها نوع من المغامرة والبطولة، لكنه تسيس بعد أن عُيّن قائداً لسلاح المشاة، وقدرته وثقافته السياسية محدودة، وكنت أتمنى لو أنه حافظ على مهامه العسكرية.

كذلك علي مثنى جبران ضابط مدفعية استفاد من الثورة، واستفاد بدخوله الجيش كثيراً بالرغم من قدرته محدودة ولغته العربية مكسرة، وقدرته على الفهم عادية جداً، ولذا خسر نفسه وخسر مستقبله، والمرحوم عبدالرقيب عبدالوهاب كان ذكياً وقوياً وشجاعاً، لكن وعيه السياسي محدود وقراراته متقلبة وعاطفية، وكان له مستقبل كبير في القوات المسلحة لو تجنب الانفعال والارتباط بقوى سياسية أوصلته إلى تلك النهاية المؤسفة والمخزية لنا جميعاً، وكذلك الأخ حمود ناجي.. كان طيباً ولكنه فوضوي ومعلوماته العسكرية والسياسية محدودة جداً، ولديه قدرة على شتم الرجعية والإمبريالية، وهو لا يعرف الجغرافية، وليس لديه وعي بالعمل السياسي لكي يتمكن من الوصول إلى السلطة، ولم يستغل قدراته القيادية وشجاعته في الاتجاه الصحيح .

وسوف أتحدث عن الزملاء بصورة عامة لأننا جميعاً أبناء وطن واحد المصيب منا والمخطئ، ولكن الحقيقة مرة دائماً.

حينما أتحدث عن الجانب المحترم للدولة المحافظة على أمنه واستقراره وهم : محمد عبدالخالق، عبدالعزيز البرطي، حسين المسوري، حمود بيدر، محمد شائف جار الله، عبدالله الراعي، حميد العذري، محمد الخاوي، علي النعامي، طاهر الشهاري،علي الضبعي، عز الدين المؤذن، علي سيف الخولاني، وغيرهم من الضباط الكبار والضباط حديثي التخريج، هؤلاء هم الضباط المؤهلون الذين تعلموا، وفجروا الثورة ليلة 26 أيلول/ سبتمبر، وهم قادة يحترمون الدولة وقيادتها.

وفي بداية الأحداث أسس وحدة العاصفة الأخ علي سيف الخولاني في معسكر الفرقة الأولى. والمعسكر كان مستهدفاً من مدفعية قاسم منصر، وهذه الوحدة كانت في بداية التأسيس والتدريب. ومن الضباط الذين عملوا في العاصمة المقدم أحمد الفقيه والمقدم أحمد عباس من ضباط الثورة وعدد من الضباط منهم : الملازم محمد يحيى الآنسي.. الملازم حميد القديمي.. الملازم مجاهد القهالي، وغيرهم ممّن لا تسعفني الذاكرة بذكر أمسائهم كلهم.

لم تحدث مواجهة قتالية، في آب/ أغسطس، وكان تبادل إطلاق نار من غير مواجهة، والهزيمة كانت في الأساس نفسية ، مع الطرف المعتدي على الدولة والقوات المسلحة، والهزيمة كانت بمجرد قتل محمد صالح فرحان قائد المشاة وهروب علي مثنى جبران ، انتهى الموضوع، إضافة إلى أنه لا توجد قضية شرعية مع المتمردين، والقوات المسلحة والشعب ضدهم يدافعون عن الثورة والنظام وسيادة الدولة.

مشاركة القبائل في أحداث آب/ أغسطس

إن الشعب اليمني وقواته المسلحة ومشائخ اليمن وقبائلها مع الدولة، ودافعوا عن النظام الجمهوري، لقد وقف الشيخ عبدالله الأحمر ، وكذلك مجاهد أبو شوارب، وسنان أبو لحوم، وبيت أبو لحوم، وأحمد المطري وأحمد العواضي ، مع الشرعية والدولة عدا الحادثة التي وقعت في باب اليمن مع مجموعة مغرر بها من القبائل، استشهد فيها البطل راجح لاهب الذي تحرك على سلاح المشاة مع بعض الجماعات المقاتلة من قبائل سنحان وبلاد الروس وحاشد وأرحب ونهم وغيرهم من القوات الشعبية في صنعاء للقضاء على الفتنة وإيقاف التطرف.

ولتوضيح المواقف فإن سلاح المدفعية ما عدا القائد وجماعته كانوا جميعاً مع الدولة ومع الشرعية وضد الخارجين على النظام، وكان علي مثنى جبران ومعه سيارة قلاب يحمل رشاش 14.5 يدور به في شوارع صنعاء يهدد به الناس، هذا التصرف الأهوج والأرعن كان ضد المواطنين والدولة.

وكان قد سبق أن تعرض الثائر الشهيد طيار محمد الديلمي وعلي قاسم المؤيد لتحرشات منهم، وهم في طريقهم إلى القيادة لأداء واجباتهم في غرفة العمليات، وإذا بهؤلاء يقولون عنهم: إنهم رجعيون، ولعل من السخرية بمكان أن يأتي من يقول عن أبطال الثورة ورجالها: إنهم رجعيون، من جهلة مغامرين لا يعرفون تاريخ هؤلاء الأبطال الذين خططوا للثورة وشاركوا في صنعها وناضلوا في سبيلها، وقد كان موقف الشهيد الطّيار محمد الديملي في حصار السبعين دليلاً واستشهاده في سبيل الثورة يؤكد حقدهم وجهلهم على الأبطال. وكذلك علي قاسم المؤيد الذي شارك في كل الحملات وشارك في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار مع زميله الشهيد الطيّار محمد الديلمي الذي قاتل بطائرة مقاتلة في مواجهة الملكية، ولم يكن طامحاً لمنصب إلى أن استشهد في سبيل الثورة وبقائها .وكان ضمن مجموعة القيادة في مكتب الفريق العمري حينما تعرض للتحرش والإساءة، ولهذا ترك العمل المكتبي في العمليات ومكتب الفريق العمري، واستخدم مهارته في القوات الجوية، واستشهد في المنطقة الجنوبية. وله قصة طويلة ومعروفة حينما حاكموه وأرادوا أن يقول كلمة واحدة ضد النظام الجمهوري والثورة.. أن يقول إنه ليس جمهورياً فقط ويخلوا سبيله، لكن هذا الشهيد البطل رفض أن يقول كلمة واحدة وحاولوا إثارته بأنه هاشمي، وأنه من بيت الديلمي ولكنه رفض، وقال :أنا يمني من الشرف العسكري أن يأتي هؤلاء المغامرون ويتهمونه بأنه ملكي؟ هذه سخرية وإهانة لكل رجال الثورة وضباطها ولكل المواطنين الشرفاء.

محاولة إخماد الفتنة

لقد بذلت عدة محاولات لمنع تلك الأحداث المؤسفة، ومن تلك المحاولات محاولة كانت بحكمة الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني وحرصه على أبناء القوات المسلحة إذ كلف الأستاذ محسن العيني ومعه الدكتور محمد العطار، وحسن مكي، ومجاهد أبو شوارب في محاولة بالوساطة لإخماد الفتنة، فذهبوا إلى عبدالرقيب عبدالوهاب في الصاعقة، ومعهم حسين الدفعي، وكان الرد عليهم اعتقالهم في الصاعقة. وذلك قبل انفجار الموقف بيوم، وهذه من الأسباب التي أدت إلى تفجير الموقف، وحاول الأخ مجاهد أبو شوارب الخروج من النافذة بأجوبة، فأنقذ نفسه، وظل الآخرون محتجزين وتعرضوا للموت وهم وسطاء باتفاق الطرفين،والأستاذ محسن العيني والعطار وحسن مكي من الشخصيات الوطنية، وبذلوا جهوداً كبيرة في محاولة احتواء الأحداث، لكن الطرف الآخر قابلهم بهذا التصرف الأهوج وأصبحوا رهائن لكي يضغطوا على النظام، ولكي تتحقق أهدافهم، وفي الوقت نفسه كان ذلك نوعاً من الابتزاز السياسي.

وبعد انفجار الموقف تم إخراجهم سالمين ما عدا الأخ الدكتور حسن مكي الذي أصيب بطلقة في رأسه، خدش سطحي، ولولا عناية الله لكان أحد ضحايا الغدر والغرور وسكان صنعاء الذين أرادوا ضربها ، هي مع الدولة عبر التاريخ ، ومن سكانها معظم رجال الثورة، ومنهم الشهيد محمد محمود الزبيري، ومحيي الدين العنسي، والعلامة أحمد محبوب، وغيرهم.

وأبناء صنعاء قد شاركوا في الدفاع عنها خلال حصار السبعين يوماً.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد