محمد أمين الداهية
كم هو جميل أن نرى الفضائية اليمنية وهي تتألق ببرامجها وتسعى لتكون الأفضل في ظل منافسة إعلامية شريفة هدفها خدمة المتلقي وتوفير ما يمكن توفيره عبر هذا الفضاء الإعلامي الرحب لإشباع حاجات المتلقي وإرضاء رغباته بأسلوب إعلامي ماهر يتماشى مع التقاليد الاجتماعية السائدة ويعزز فيها روح الانفتاح الإيجابي، ورغم النظرة السلبية للشارع اليمني تجاه الفضائية اليمنية ودورها الإعلامي إلا أنها بدأت تتلاشى بعضً من تلك السلبيات والجمود الإعلامي ومن خلال عدة برامج أثبتت أنها قادرة على التطور والنهوض وكل ما تحتاجه فضائيتنا شيء من الاهتمام سواءً في المجال الفني أو الكادر الوظيفي، إن الفضائية اليمنية مهيئة لأن تكون إحدى الفضائيات المتميزة ولن يتم ذلك إلا من خلال الإعداد والتأهيل والتدريب المستمر وإقامة الدورات بشكل مكثف يجعل من الفريق الإعلامي في الفضائية اليمنية كادراً مؤهلاً ومبدعاً يزيح عن المتلقي اليمني كافة أشكال السلبيات التي يتداولها الشارع، وما يدعو للاستغراب أننا نجد أحياناً انتقادات حادة على الأداء الإعلامي للفضائية اليمنية من أشخاص لا يعرفون كيف يميزون بين ما هو سلبي وما هو إيجابي وما جعلني أتطرق إلى هذا الموضوع بعض الأشخاص الذين يظنون أنفسهم مثقفون أو إعلاميون، وما زالت نظرتهم محصورة ولديهم الكثير من القصور في الوعي والإدراك فقد استغربت كثيراً عندما وجدت مجموعة من الأشخاص يتناقشون حول برنامج مرسال الأحبة الذي يقدمه المذيع المتألق "محمد المحمدي" وبعشوائية النقاش يوجهون انتقادات حادة لهذا البرنامج، وأنه غير مجدي، ولا يملك جمهوراً سوى "العجائز"، فمن خلال تلك المناقشة والنقد الغير بناء عرفت أن أولئك حتى وإن كانوا زملائي إلا أنهم فاشلون ثقافياً وإعلامياً، وعجزوا عن أن يقدموا رسالة إعلامية هادفة تخدم المتلقي، أما برنامج مرسال الأحبة فلا يحتاج إلى من يشيد به، ويكفي أن هذا البرنامج استطاع أن يأخذ مكانه عربياً بل عالمياً، وقد عالج أهم القضايا المجتمعية حيث أنني أكاد أجزم أن ظاهرة الاغتراب والغربة أو الرحيل إلى غير رجعة ستتقلص بشكل كبير وملفت، فرسالة هذا البرنامج الرائع والناجح قد استطاعت أن تترك أثراً إيجابياً في أوساط مجتمعنا اليمني وأيضاً العربي فكل من يتابع هذا البرنامج يتعض ويخشى أن يكون سبباً في تعاسة أسرته ومحبيه نتيجة اغترابه أو هروبه من الواقع بأي طريقة كانت ولأي أسباب فتحية شكر وإعجاب لبرنامج مرسال الأحبة.