عبدالجبار سعد
اتفقت المعارضة والحزب الحاكم على تأجيل الانتخابات وما يتعلق بالتأجيل من اتفاقات أخرى، ومن حيث المبدأ فإن كل مواطن مؤمن في هذه الأرض يبارك كل اتفاق بين الأطراف المختلفة.. فكل اتفاق من شأنه أن يخلق نوعاً من الطمأنينة بين الناس يؤمِّنهم في معايشهم وعلى أعراضهم وأموالهم ونفوسهم، وعلى العكس من ذلك فإن كل اختلاف وإثارة للاختلافات وتأزيم الأوضاع وخلق اضطرابات يكون دائماً لها انعكاسات سيئة على معيشة الناس وأحوالهم، ويساعد أهل الشر والجريمة على الانتفاع منها.
>>>>
ومع علمنا بأن كل الخلافات خصوصاً بين أحزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم، هي خلافات شكلية لا تتعلق بالوطن ولا بالمواطن، بقدر تعلقها بمصالح المتصارعين، ومحاولة كل منهم أن يحصل على النصيب الأكبر من مساحة الحكم والسلطة.
نقول مع علمنا بذلك فإننا نبارك في هذه المرحلة التي يعيشها الناس كل اتفاق بقدر ما كنا ندين كل اختلاف.
>>>>
وإذا كان إخواننا في اللقاء المشترك قد بلغوا ما كانوا يطلبونه في مواضيع الخلاف مع السلطة، وإذا كانوا قد رضوا بما تم الاتفاق عليه.. فكم نطمح وكم نأمل أن يبدؤوا الآن بالتفكير جديَّاً بمشاكل الوطن والمواطن.
كم نتمنى أن يقفوا أمام ما يعانيه الناس في حياتهم من أزمات ويتبنوا مطالبهم العادلة، فالوضع الاقتصادي يعلم الجميع حالة التردي الذي يعانيه، خصوصاً بعد انخفاض سعر النفط كمصدر أساسي ورئيسي لتمويل الموازنة.
ووضع التحصيل للإيرادات الأخرى من ضرائب وجمارك بدرجة أساسية، وحالات الاعفاءات الخيالية التي كان للمجلس النيابي مساهمة خطيرة فيها تحت ضغط أحزاب المعارضة.
ومسألة الدعم للمشتقات النفطية وتهريبها، وما يتطلبه أمرها من قرارات جريئة وصادقة لحل مشكلتها.
ومسألة موظفي الدولة مدنيين وعسكريين ورواتبهم المتدنية التي لا تدل على أي سير نحو الإصلاح المالي والإداري، ومسألة عدم الاستقرار الذي تغذيه قوى معادية بين الحين والآخر وتقف المعارضة في كثير من الأحيان موقف الداعم لها.. مع اليقين بأنها لا تهدف إلى الوصول إلى غاية تحقق مصلحة وطنية لشعبنا اليمني، بقدر ما تهدف إلى تمزيق أواصر القربى والرحم بين أبناء الوطن.
>>>>
هذه وغيرها من فقر الخدمات العامة كالماء والكهرباء والصحة والتعليم، تتطلب جهداً مخلصاً من أحزاب المعارضة، وكوادرها الأكاديمية لتقديم مشاريع حلول ناضجة ومدروسة، تعين الحكومة على الحل والسير باتجاه التصحيح.. وليس بهدف المزايدة بجهل وقصد سيء لإرباك كل سير وإدانة كل توجه.. بدون وضع بديل أو حتى إدراك لحقيقة البديل المطلوب.
هذا كل ما نأمله خلال الفترة القادمة وسيبارك الله كل عمل في هذا الاتجاه بحوله وقوته.