;

كل شيء بالتفاهم 706

2009-03-01 05:16:01

إسماعيل صالح السلامي

لقد عاد الحوار إلى الوطن مبشراً بالخير وعاد التفاؤل إلى المواطنين نتيجة لذلك، فالحوار هو السلوك الحضاري الذي ترتقى إليه الشعوب المتعلمة والواعية والخالية من القبلية والجهل وهو عملية تتم بين طرفين أو أكثر حول موضوع معين يتمثل في محل الخلاف ولا تتم تلك العملية إلا إذا كانت تلك الأطراف المختلفة على مستوى عالي من الإدراك والوعي، وتعتمد نتائج الحوار على مقدار التفاهم بين الطرفين والمرونة التي تؤدي إلى التنازلات بين الأطراف المختلفة وكما يساهم الطرف الثالث في نتيجة الحوار عن طريق تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة والنظرة العادلة إلى كلٍ منهما وفهم مطالبهما فهما صحيحاً ومن ثم وضع الحلول المناسبة والمرضية للطرفين.

فالحوار هو السبيل الأمثل والحل الوحيد للحصول على الحقوق والمطالب المشروعة كما أنه يساعد على سهولة سير العملية الديمقراطية بمسارها الصحيح ويقضي على إشاعة العنف والفوضى ويحافظ على الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الوطن ومن هنا تنبع أهمية الحوار في المصالحة الوطنية وليس مهماً أن يخسر حزب في مسألة أو يتراجع عن أمر ما ويكسب في آمر آخر، المهم أن لا يتحول الاختلاف إلى مصدر للنزاع والصراع العنيف والتهديدات وفرد العضلات كوسيلة لتخويف الطرف الآخر لأن الطرف الآخر سيلجأ إلى المعاملة بالمثل مما يحول طاولة الحوار إلى دائرة الصراع ويجعل الحوار دون جدوى فينبغي أن يكون ممثلو الأحزاب متميزون بالعقلانية ويتحلون بسياسة ضبط النفس ومدركون للأبعاد السياسية ولا ينكفئون على الذات وما تجره من إنانية مقيتة.

فالحوار بوابة مشرعة أمام التوافق السياسي الوطني الذي يذيب الجليد في العلاقات المتوترة بين الأحزاب والتنظيمات السياسية شريطة أن يكون الحوار حواراً مسؤولاً بين جميع الأطراف المشاركة بالحوار فالقدرة السياسية الفائقة في صنع الأزمات تنكمش وتهدأ في ظل الحوار المسؤول.

فالحياة الديمقراطية في اليمن هي حياة ناشئة وما زلنا نتعلم من الديمقراطية الشيء الكثير وقد كانت نشبت أزمة بين اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام حول الانتخابات إلا أن سحابة الصيف انقشعت وتدخل الأخ علي عبدالله صالح في دعوة الأحزاب إلى الحوار وتجسيد التوافق الوطني السياسي فيما بينها حول الانتخابات ولاقت تلك الدعوة تقبلاً جيداً من قيادة المشترك وهذا يدل على أننا قد بدأنا فهم الديمقراطية وسلك مسارها الصحيح فإذا استمر الحوار فالحل ممكن لا سيما إذا كان هنالك تفاهم بين الأطراف المشاركة بالحوار.

فنحن ومن خلال هذا المنبر الحر نبارك الحوار بين طرفي المعادلة السياسية في البلاد اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام ونشكر كل من يسعى لإنجاح الحوار وذلك بالتنازلات عن بعض الأمور التي تعد محل الخلاف بين الأحزاب فالمتنازل عن بعض الأمور هو الأكثر وعياً وسيكسب بدلاً عن ذلك تأييد الشعب لأنه سيستطيع بتلك المرونة الحفاظ على أمن الوطن واستقراره بينما المصر على كلامه هو من سيهذب بالوطن إلى الهاوية وسيجني بذلك الفشل لنفسه فالشعب اليمني غدا شعباً متعلماً ومدركاً وصار كل منهما يبحث عن مستقبله ومصيره وذلك باختيارهم القيادة المناسبة والمرنة والتي تسعى إلى المصالحة الوطنية والحوار البناء والاحتكام للدستور بعيداً عن الأنانية وحب الذات والمصلحة الشخصية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد