كروان عبد الهادي الشرجبي ما الذي يمكن أن يفعله الزوج حين يكتشف فجأة أن ولده أو أحد أولاده ليس من صلبه؟ وأنه كان نتيجة خيانة ارتكبتها زوجته؟ طبعاً هذه حالة مأساوية وبشعة ولا يتحملها أو يتقبلها عقل ولكنا نسمع عنها بين حين وآخر ولكوننا نعيش في مجتمع عربي مسلم فمثل هذه الحالات تكاد تكون معدومة وأن ارتكبت لا ترتكب إلا من قبل زوجة متبلدة الإحساس ليس لديها شعور بالذنب أو الأمومة أو احترام الذات والأم ولو كانت تتمتع بهذه الأحاسيس لما أقدمت على مجرد التفكير في الأمر مع العلم أن مجرد التفكير يعتبر خيانة.
إن من تقدم على هذا العمل الفاحش يكون وازعه الديني ضعيف والتربية المنزلية دون المستوى.
على العموم فنحن نحمد الله كثيراً على أننا مسلمون وهذا بحد ذاته يجعل المرأة تصون نفسها وتحفظ كرامتها وكرامة زوجها مهما أخطأ تجاهها أو أهملها.
قد تكون مقدمة مقالي طويلة ولكني أردت من خلالها أن أوضح أن هناك نساء وازعهن الديني قوي ولم ولن يفكرن مجرد التفكير بالخيانة مهما كانت الظروف.
وأحياناً كثيرة تقع المرأة ضحية وتتهم بالخيانة مثلما حصل مع إحدى السيدات والتي كانت متزوجة من ابن عمها ومر على زواجهما فترة من الزمن تلك الفترة لم يرزقها الله بالأولاد ولكنهما لم ييأسا فذهبا إلى الأطباء لمعرفة الخلل وكانت المفاجأة الكبرى بأن الزوج هو من لا يستطيع "الإنجاب" لأنه عقيم.
وهكذا رضت الزوجة بنصيبها وقسمتها ولم تتكدر حتى لا يشعر زوجها بالمهانة واستمر الحال خمسة عشر سنة وشاءت الأقدار بعد تلك السنوات أن تحمل الزوجة وبدل أن يفرح الزوج ويسعد بالخبر نزل عليه الخبر كالصاعقة وقام بطرد زوجته من منزله وطلقها اعتقاداً منه بأنها قد خانته وأن من في بطنها ليس ولده وإنما هو نتيجة لعلاقة محرمة مع أحد الأشخاص، حاولت الزوجة أن تدافع عن نفسها وعن كرامتها التي أهدرت على يد من تحب ولكن عبثاً فقد ملأ الشك قلب زوجها وهكذا ظلت السيدة في منزل أهلها إلى أن وضعت ما في جوفها وطلب أهل السيدة من الرجل أي من الزوج قبل أن يطلقها أن يجري فحصاً للأبوة حتى يقطع الشك باليقين وكان ذاك وأثبتت أن الولد ابنه ومن صلبه، وبعد أن تأكد له بأن زوجته لم تقدم على أي فعل يسيء إليه وإلى سمعته قام بالاعتذار وطلب منها العودة إلى منزلها ولكن الزوجة لم تقبل العودة إليه وفضلت أن تربي طفلها لأن في لحظة شك أهانها إهانة كبرى مست كرامتها وسمعتها وشكك في إخلاصها وهذا ما لا تقبله المرأة
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
