د. وهيبه جابر
يؤكد علماء التاريخ الإنساني أن كل شيء تغرسه تجني ثمره إلا الإنسان إذا غرسته قلعك... وهذا بالفعل ما يمارسه أحد هواة الثعلبة والفوضى في مديرية الرجم محافظة المحويت الذي يحاول أن يعض كل الأيدي التي امتدت إليه وانتشلته من بين أوحال المجتمع... وليس هناك ديمقراطية إلا والناس مصطفين ليبدأ هو الآن عبر بعض الصحف الصفراء يمد حصيره فوق أشواك الكراهية والحقد دون أن يضع أي اعتبار لأبسط قواعد الأعراف والنواميس - محافظ المحافظة الذي يشهد له القاصي والداني بحسن الخلق ومحاسن التعامل لم يسلم من لدغه.
وهو الذي أخذ بيده ليخرجه من فقاسة الدجاج إلى منبر الديوك أنزه وأشرف قاض في المحافظة لم يسلم من سلاطة لسانه ومن بلطجته مما يؤكد بأن المذكور قد خرج عن طور التعبير عن الرأي ليتعداه إلى التطاول على أهم مفاصل المجتمع وهو القضاء .. بيت مونس الذين كانوا بالنسبة له بمثابة البطان الذي يحميه من التمزق والانكماش أنقلب عليهم ونسي كل ما كان يربط بينهم من أواصر المودة والقربى لتدفع به أنانيته إلى محاربتهم حتى في أرزاقهم وأكبر دليل على أنه لا يرعى ولاء ولا ذمة محاربته لهم في استعادة نشاط محطتهم التي توقفت بسبب حريق أشعلته أياد مجهولة لتشل حركة المحطة وحياتها مع أنها كانت ملاذاً للمحتاج وعوناً للضعيف من خلال أعمال الخير التي جبلت عليها نفوس هذه الأسرة الكريمة في زمن لا خير فيه ولا وفاء كل هذه الممارسات وغيرها ما كانت تحدث لو أوقف المذكور عند حده.
ولكنه أطمأن إلى هذا التساهل والتسامح ليرفع في وجوهنا إزاره فيكشف عن سوءته دون حياء أو خجل. وهذا يذكرنا بشخصين تعودا على دخول المسبح معاً حتى أخذ أحدهما على صاحبه فسبقه إلى المسبح عرياناً كما خلقه الله ولكن حياء الآخر جعله يتحدث إليه وهو مغمض عينيه فقال له ذلك العريان الوقح منذ متى أصبت بالعمى يا صديقي فأجابه قائلاً منذ أن هتك الله سترك. وخلاصة القول بأن سلوكيات هذا الإنسان تذكرنا بسلوكية اللص الذي صعدت به الحظوظ إلى مرتبة التجارة والعيش النظيف حتى أصبح لديه شركة وكان عندما يخرج كل الموظفين والموظفات من الشركة يتعمد التأخير ليسرق الأسلاك الخاصة بأجهزة الكمبيوتر وهو لا يدرك بأنه يسرق نفسه ويحلبط عمله... وعندما تكررت الظاهرة راقبه أحد الموظفين فأمسك به متلبساً.. وعندما سأله عن الدوافع التي تجعله يؤذي نفسه ويمد يده إلى أتفه ما لا يفكر به اللصوص والمنحرفين أجابه قائلاً" بأن الطبع غلب التطبع".<