لقلما تجد بين المسؤولين من تزينه إنسانيته، وتسبق هذه الإنسانية أفعاله وأعماله، فقد ظللنا كثيراً نبحث عن المسؤول الإنسان الذي تبهرك إنسانيته وتقودك إلى كتابة أبيات من الشعر مدحاً في العظيم الإنسان علماً بأن باب الإنسانية مفتوح على مصراعيه يلج إليه ومن خلاله مسؤولون تربوا على الفضيلة والالتزام والتعبد الديني، ويقف القلم حائراً أمام وصفهم، إنهم نوع آخر من الرجال الأفذاذ، وهبوا أمتهم ودينهم ووطنهم أغلى ما يملكون وهو الوقت غير آبهين بالعواقب ولا مكترثين بالنتائج، طباعهم سلسة وسمتهم جزيلة ووافرة.
* فما أروع المسؤول حين يبدي البساطة وحينما يقترب من الجماهير، ويسعى في قضاء حوائجهم ويعينهم على نوائب الدهر، ولا تفتقده في الأفراح أو الأتراح فهو خل وفي يؤثر على نفسه شعاره الحضور والتواجد في ساعات الفرح، ودقائق الحزن، فتحبه الجماهير وبحجم المسؤولية القائم بها وتعينه على ذلك أيما إعانة ولا يظهر الحاقد ولا الجبان إنما نحن إخوة، والأب والأم هو الوطن الذي يجمعنا لفيفاً بحبه وحب البذل من أجل أن يحيا معافى من كافة الأدران والأسقام والأباطيل والأراجيف، فالمسؤول الإنسان هو من نبحث عليه في عالمنا المثالي القريب من الخيال، المرصع بالوشايات وبالحقد الدفين على كل مسؤول في الدولة لا لشيء، وإنما لتعالي ذلك المسؤول عن الناس وتباهيه بالمسؤولية وبما أنه ازداد علينا بشراً بها، فلا يفرط بها قيد أنملة بل على العكس تماماً ندركه مفتوناً بها غارق في التأليه لها، فهي وجدانه وهي قلبه النابض بالحياة.
* فما أروع المسؤول الإنسان الذي ينزل إليك. . يتفقدك، ويتفقد أمثالك لا يرجو في ذلك سوى رضاء الله عز وجل، فلكم هي اليمن حبلى بأمثال أولئك الرجال الأفذاذ الذين يخدمون وطنهم بكل تجرد ومسؤولية وصمت، فلا ينالون الجزاء الوافر من الله سبحانه وتعالى إذا قصروا في أداء مسؤولياتهم ويذكروك بعمر بن عبدالعزيز حينما تولى أمر المسلمين كيف سهر على راحة الأمة، وكيف تلقى على رهط من الأمة، إنه المثال الأعلى في عالم الأقزام المليء بالفشل.
* إننا في هذا العمود الحر المستقل المحايد آثرنا على أنفسنا إلا أن نقدم للجمهور نموذجاً راقياً عن الإنسان المسؤول عرفناه بالتزامه وبتقواه وبقربه من الله عز وجل، إنه الأستاذ الطيب صاحب القلب الكبير الأخ/ عبدالولي القاضي وكيل محافظة صنعاء وعضو المجلس المحلي بالأمانة الذي يبهرك بدماثة أخلاقه، وبتواضعه الجم وبتحليه بالإنسانية، فلا يحركه حزب إنما يحركه الله سبحانه وتعالى لخدمة أبناء الدائرة الثامنة والتاسعة على اختلاف مشاربهم وتعدد انتماءاتهم السياسية، فهو أشهر من نارٍ على علم، ونحن هنا دون تقديمه للجمهور، فالجمهور يعرف من هو الشيخ/ عبدالولي القاضي بيد أننا وضعنا هذه الميزة من أجل التنافس الشريف، فمن سنراه تمثيل خلق عالٍ في مسؤوليته سنكتب عليه كتابات حرة ومسؤولة بدون دوافع مريضة، وأنا أشكر الأخوين الأستاذ/ أحمد مقبر والأخ الأستاذ/ محمد صالح اليعيسي اللذان استحثانى بالكتابة على هذا المسؤول الإنسان الذي أحب الناس وأحبوه.
* لقد سبق السيف العذل، ولقد قدم الأستاذ/ عبدالولي القاضي نموذجاً حياً للمسؤول الشجاع الذي يتحلى بالأخلاق الإسلامية الفاضلة ويحافظ على الشعائر الإسلامية، ويبدي إنسانية في التعامل مع خلق الله أجمع غير ناظر إلى الإملاءات السياسية الحزبية، وغير متوجس من الانتماء السياسي المخالف، فجميعنا وكما أشرنا إخوة متحابين متعاونين لا تفرق بيننا الحزبية المكان، وهذا هو الأستاذ/ عبدالولي القاضي الذي يتفقد المحتاجين والمساكين في الدائرة الثامنة والتاسعة، وهو الذي يدل على الخير لتقديم الاحتياطات إلى الأهالي الفقراء بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وهو كذلك نشط ومتفاني في أداء واجبه ونحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد. <
