إسماعيل صالح السلامي
رغم زيادة المدارس ومراحل التعليم فإن التعليم العام يعاني من العشوائية في التخطيط والبرمجة فهو لم يتمكن حتى الآن من إخراج المواطن الصالح المصلح ولم يؤثر على أي من شرائح المجتمع نظراً لانتشار ظاهرة الغش والبيع والشراء في الشهادة المدرسية فقد صارت ظاهرة الغش وخاصة في امتحانات الثانوية العامة لعبة الكبار، لم تعد كما كانت في السابق من اختراعات الطلاب وبراشيمهم وصارت الشهادة المدرسية كأي سلعة تباع وتشترى بأيدي الكبار وصار مصير الطلاب في أيديهم وأصبح الطلاب المجتهدون محبطين يجهلون مصيرهم في ظل فوضى الغش وجريمة التآمر على مستقبلهم ولم يعد الأمل بالتفوق من نصيب المجتهدين، ولم يعد الوضع التعليمي مشجعاً للمبدعين وصارت الشهادة التعليمية غير قادرة على التمييز بين الطلاب الأمر الذي يصرف الطلاب عن الإطلاع والاهتمام بالتعليم ويلجؤون إلى سوق العمل لتوفير متطلبات مدراء الامتحانات والمراقبين الذين يقومون بعملية جريمة الغش فقد صارت جريمة الغش شيئاً مألوفاً ومن حق الطالب أن يطالب فيها حتى أنني السنة الماضية زرت مركزاً امتحانياً ووجدت طالباً يقول: لماذا لا تغششونا مثل المراكز الأخرى فأنظروا معي إلى هذا الطالب الذي يرى في الغش استحقاقاً وطنياً فكيف سيكون مستقبل هذا الطالب الذي يرى في الغش غاية وهل سيفيد الوطن هذا الطالب في المستقبل القريب؟
إن مثل هذا الطالب كالسارق الذي ينبغي بتر يده لأنه أخذ شيئاً ليس من ملكه فينبغي على وسائل الإعلام التوعية الهادفة بمخاطر الغش وإثارة الوخيمة على المجتمع فالدافعية من التعليم منحرفة حيث يبغي الطالب الحصول على الشهادة فقط وبأي طريقة دون النظر إلى جني الفائدة من التعليم حتى أن المدرسة وللأسف أصبحت سجناً رهيباً لأبنائنا الطلاب حيث يقدم لفيف من الطلاب على القفز من فوق الأسوار والسبب يعود في ذلك إلى أن الإدارة المدرسية لم توفر الجو المهيء الذي يجذب الطالب نحو المدرسة، إضافة إلى ذلك أن الدراسة أصبحت دراسة نظرية جافة الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الملل للطالب حيث أن المدرسة لا تخلق أجواء رحبة للإبداع والمنافسة الشريفة بين الطلاب إذ اقتصر دور المدرسة على تلقين المعلومات والمعارف وإجبار الطالب على حفظ تلك المعلومات ومن ثم استحضارها في نهاية العام أثناء الاختبارات المدرسية، هذا فضلاً عن أن مدارسنا الحكومية لا توجد فيها معامل مدرسية على الرغم أن المنهج الجديد يعتمد على التجارب العلمية ومع أن التطبيق في المعمل المدرسي أكثر جدوى للعملية التعليمية مما يؤدي إلى عزوف الطلاب عن التعليم وذلك لسبب نظرهم إلى أن التعليم دون جدوى كما أن سببب تفشي ظاهرة البطالة في صفوف الخريجين تعود إلى ضعف التعليم نظراً لأن معظم الخريجين غير مؤهلين للعمل، كل ذلك يعمل على التسرب من التعليم مما أدى إلى تفشي ظاهرة الأمية في اليمن في عصر ثورة المعلومات في شتى أنحاء العالم، فعلى قيادة الوزارة ممثلة بالأخ الدكتور/ عبدالسلام الجوفي سرعة إنقاذ التعليم من هذا الوضع المتردي بوضع الإستراتيجيات العامة للتعليم من أجل النهوض بالتعليم فهنالك العديد من متطلبات النهوض بالتعليم والمتمثلة بإيجاد مناهج ومقررات دراسية واضحة وإعداد وتأهيل المعلمين إعداداً يرتقي إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتجهيز المباني المدرسية الضخمة التي تضم المعامل المدرسية والمكتبات والحديقة المدرسية وخصوصاً للطلاب المبتدئين ودعم الأنشطة المدرسية والقيام برحلات سياحية علمية توعوية إلى الأماكن الأثرية وذلك لتعريف الطلاب بتأريخهم العريق على أرض الواقع وتنمية الاعتزاز بالوطن وخلق جيل وطني يعتز بتاريخه ويحافظ عليه وإظهار ذلك التاريخ في أجمل صورة وذلك للحد من ظاهرة تهريب آثارنا والعبث فيها.<
Esmail alsalami @ yahoo.com