;

أوراق من ذكرياتي .. الحلقة «30» 835

2009-03-03 05:04:42

وقد تحدث مع الإخوة في قيادة البعث، ومنهم: يحيى الشامي الذي كان يشغل منصب نائب وزير التربية، وهو اليوم عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، وكذلك الضابطان المرحوم سلطان القرشي، والأخ علي محمد هاشم، ومعهم من الزملاء الأخوان عبدالله الراعي وحميد العذري. وقلنا جميعاً لقيادة الإخوة في حزب البعث: إن المهمة الوطنية توجب علينا تصفية الجيوب الملكية، وأن نعمل من أجل اليمن أولاً وأخيراً.. كما انضم إلى حزب البعثيين أخيراً الأخ المرحوم العميد مجاهد أبو شوارب "ت 2006م" في مرحلة متأخرة من عام 1969م في إطار اهتمام بعث العراق بالمشائخ في اليمن منذ أن تولى صدام حسين السلطة عام 1969م وأصبح نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة في العراق،والأخ مجاهد- رحمه الله- وعدد من الإخوان المشايخ وبعض السياسيين انضموا إلى حزب البعث، وانتماؤهم إليه كان بغاية التطلع لمستقبل أفضل والاهتمام بالقضايا القومية المشتركة المثارة آنذاك.

وفي مرحلة سابقة عام 1963 -1964م التحق بالكليات العسكرية العراقية عدد كبير من أولاد المشائخ من آل أبو لحوم وآل دويد وحسين الحماني -رحمه الله- شهيد من أبطال خولان، وكذلك آل العذري وآل أبو غانم،وعادوا إلى أرض الوطن وشاركوا بكفاءة عالية في الدفاع عن الثورة والجمهورية بعد تخرجهم في الكليات العسكرية.

وكان للإخوة القوميين العرب، ومنهم عمر الجاوي وجار الله عمر ومالك الإرياني، يحيى عبدالرحمن الإرياني وعلي مهدي الشنواح، وسلطان أحمد عمر ، وعبدالحافظ قائد وغيرهم، في حركة القوميين ، كان لهم حضورهم السياسي والعسكري ، ولهم مواقفهم المتطرفة وتحريضهم ضد النظام،ومع ذلك، فإن القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري بحكمته وحنكته السياسية استطاع أن يتحاور مع أفراد القيادات المتطرفة،ويوجههم محاولاً إعادتهم إلى الطريق الصواب،والتأكد بأن معركتنا هي مع ما تبقى من الفلول الملكية، لأنها معارك ضارية وكبيرة، واستشهد فيها خيرة رجال القوات المسلحة والقوات الشعبية، لكي نتجه بكل الإمكانيات لنبني اليمن الذي نتطلع إليه، بعد الانتصارات التي حققها شعبنا ونحقق الأهداف التي ضحّى من أجلها. وكان يتألم لتطرف هؤلاء الشباب، وكانت قناعته هي الحوار معهم لكي يشاركوا في بناء الدولة وإدارة مؤسساتها.

وفي نهاية عام 1969م حدثت معارك كبيرة في حرف سفيان وصعدة وحجة ، وهي أشرس المعارك التي واجهها النظام الجمهوري منذ بداية الثورة، وتوجهت القيادة بكل قوتها لإنهائها، والقضاء على من تبقى من المغرر بهم، لكي يعيش اليمن في سلام واستقرار، ولكي تكون القيادة قادرة على الحوار مع دول الجوار، وموقفها قوياً وثابتاً ومسيطرة على أراضيها.

العمل من أجل اليمن

إن المواقف التاريخية للرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني بعد 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1967م وبعد إنهاء التطرف الغوغائية، بعد أحداث آب/ أغسطس كانت رغبته في دولة حرة مستقلة بحدودها وأراضيها ومسيطرة على ترابها. كانت رؤيته هو وزملاؤه في القيادة السياسية واقعية وكذلك القيادة العسكرية بأن العمل ينبغي أن يكون من أجل اليمن أولاً وأخيراَ. ولا سيما وقد حجم النشاط الحزبي المعطل لبناء الدولة،والذي انتهى بأحداث آب/ أغسطس المؤسفة بعد نهاية فعالية التيار الحزبي العسكري الذي نظمته الجبهة القومية على فكر سياسي جدلي متطرف غايته الوصول إلى السلطة وإقصاء الآخرين، وكان الحزب في صراعات دامية ،انعكس علينا بعد أحدث قحطان الشعبي من 69- 70، وحركة القوميين العرب تبالغ في خلافاتها وفي صراعاتها وتعكسه على الفرع الحزبي في شمال الوطن ، ولهذا حدد خطاب القاضي عبدالرحمن الإرياني موقفه الواضح في إحدى المناسبات لانتخابات اتحاد الطلاب اليمنيين، كان الخطاب واضحاً حينما قال: "إننا نرفض الحزبية، سواءً أتت لنا بقرون الشيطان أو بمسوح الرهبان". كان موقفنا واضحاً رافضاً للحزبية، وأصبح موقفنا وطنياً، للدولة والشعب الذي أكد بأننا نرفض الحزبية وأصبح برنامج عمل للقوى السياسية الوطنية اختصره الرئيس في عبارات واضحة..

وقال أيضاً: "الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة" هذا هو الخطاب السياسي الواضح يعلن باسم اليمن رفض الحزبية، بعد أن أصبحت الدولة غير قلقة من الجناح العسكري للحركيين داخل القوات المسلحة الذي انتهى في آب / أغسطس، فأصبحت الدولة تتكلم بلغة سياسية قوية، معبرة عن موقفها العلني من الأحزاب المرتبطة بجهات خارجية تجهل واقع اليمن وتركيبته الاجتماعية.

والغرض من رفض الحزبية تحديداً الأحزاب اليسارية، والأحزاب الإسلامية كانت محدودة وضعيفة، والشعب اليمني مسلم لا يحتاج إلى من يعلمه الإسلام، والحركة اليسارية هي حركة القوميين العرب ، وحزب البعث العربي حزب معتدل في مواقفه، ويتقارب مع الاتجاه الوطني في كل أفكاره وأهدافه، والحوار مع البعثيين مفيد ومثمر ، لأنهم عقلانيون، ويعملون دائماً في نطاق المصلحة الوطنية. وكانت لقاءاتنا مثمرة، واتفقنا معهم على مواجهة من تبقى من الفلول الملكية أو المغرر بهم الذين يمولون من خارج اليمن.

لم تكن حركة الإخوان المسلمين قد توسع نشاطها، لأن اليمن بلد إسلامي محافظ لا يحتاج إلى من يؤسلمه حزبياً، ونشاط القاضي يحيى الفسيل كان مقبولاً في بدايته ، وقد نما التيار الإسلامي المسيس بعد المصالحة الوطنية ، واستغل موقف الدولة الرافضة للشيوعية والماركسية التي تمثلها حركة القوميين العرب.

وحينما زار اليمن الداعية الإسلامي العراقي محمد الصواف، ورافقه القاضي عبدالله الشماحي -رحمه الله- استفدنا من زيارته للمعسكرات ، وإلقاء المحاضرات التي تزيل ما تبقى من الأفكار المتطرفة من آثار الماضي الذي هدم القيم والأخلاق، والشيخ محمد الصواف أحد الدعاة الإسلاميين العراقيين المعتدلين الذين وصلوا إلى اليمن، لكي يحاضروا في المعسكرات ضد المد اليساري الشيوعي، ومن المقيمين في السعودية، وهو داعية إسلامي عظيم، قابلته عدة مرات، وأعجبت بعلمه وقدرته على الإقناع واستفاد الجنود والضباط من محاضراته وكان عوناً للدعوة للاعتدال الذي ندعو إليه، حينما كنت رئيس أركان في القوات المسلحة.

كانت الأحداث السياسية عام 69-70 متقاربة وسريعة في تطورها وفي تأثيرها، وكان الصواف ينشط ويلتقي بقيادات عسكرية ومدنية، ويقوم بزيارة المعسكرات لإرشادهم عن المخاطر الشيوعية، وكان مفهوماً عند الجميع بأن حركة القوميين العرب حركة يسارية مرتبطة بالمعسكر الشيوعي، تنفذ أهدافه وسياساته في المنطقة، وهي الصورة المعروفة عند كل اليمنيين سياسيين وعسكريين ومواطنين بأن حركة القوميين العرب حركة يسارية تنتمي إلى المعسكر الشيوعي الملحد الذي لا يؤمن بالله ولا برسوله الكريم، واليمنيون أصحاب عقيدة إسلامية مترسخة في أعماقهم وجزء من تاريخهم، وتمكن التيار الإسلامي المعتدل أن يقلص من نشاط التيار اليساري المتطرف، وكان مقبولاً على المستوى الشعبي والرسمي في مواجهة الشيوعية والإلحاد.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد