كروان عبد الهادي الشرجبي
تخطئ المرأة التي تتزوج رجلاً بهدف تغييره والمرأة التي لا تحب بعض الصفات أو العادات في زوجها ... وتقابل هذه الجوانب بالمزيد من الحب ، ظناً منها أنها بذلك سوف تحول السلبيات إلى إيجابيات، تخطئ وتزيد الطين بلة.
لكل زوجة حلمها الخاص أن تحول زوجها إلى الصورة التي تمنتها في خيالها قبل أن تتزوجه وليس هناك فتاة في هذا العالم لم تضع مواصفات للرجل الذي سيشاركها الحياة وتعيش معه بقية حياتها.
فقصة "جميلة والوحش" التي تتمنى كل أمراة تحقيقها مع زوجها لا يمكن أن تكون واقعية ، فالوحش لا يمكن أن يصبح أميراً ويحب أميرته في النهاية.. إنه يمكن أن يكون أقل وحشية.
وهذه الزوجة التي تسرف في إظهار حبها من أجل أن تحب " الأمير" في زوجها لن تجد في النهاية "أميراً" وإنما سوف تجد ما لم تكن تتوقعه أبداً فعادة ما يتمادى زوجها ويزداد قسوة عليها طالما أن القسوة في وجهة نظره تجلب له المزيد من الحب.
وقصة "جميلة والوحش" لا تطبق في الحياة لذا على المرأة ألا تحلم بالوحش الذي سيتحول بواسطة الحب إلى أمير. بعض النساء يلجأن إلى هذا الأسلوب لأنهن افتقدن الحب والاستقرار في أسرهن إما يسبب شجار الأهل الدائم أو بسبب انفصال الوالدين لذلك يحاولن تعويض الماضي بالحاضر ويحاولن بناء بيت تسوده المحبة، وهنا ينتهز بعض الرجال هذه الفرصة للاستفادة من تلك العواطف الطيبة، وإذن ما هو الحل؟
الحل أن تستعيد المرأة نفسها وأن تكون قادرة على مواجهة زوجها إذا طغى .. ليس بمزيد من الحب ولكن بمزيد من القوة والصرامة فالرجل الذي يستغل ضعف زوجته وحبها له لا يستحق حبها ، والمرأة التي لا تستطيع بناء شخصيتها لا تستطيع إعادة بناء شخصية زوجها ، وهناك قاعدة تقول . من لا يستطيع إنجاز شيء لنفسه ، لا يستطيع إنجازه لغيره.
إن المرأة التي تنشأ في بيت دمرته الخلافات وافتقدت فيه الحب والحنان يجب أن تتريث في الزواج وقد أكون متشائمة إذا قلت ربما يكون من الأفضل لها ألا تتزوج إطلاقاً ، لأنها لا تتزوج من أجل الحب والزواج ولكن لتهرب من بيت أسرتها المحطمة " أي أنها تتزوج "زواج الإنقاذ"من أجل أن تنقذ نفسها من الواقع الذي تعيش فيه ولكنها في الواقع تستبدل عذاباً بعذاب آخر.
وعلى العموم إذا ما رغبت المرأة بالزواج عليها أن تدرس موقفها جيداً وأن تعيد بناء نفسها وعواطفها قبل أن تعطي نفسها لرجل لا يستحقها.. فإذا حدث ووقعت في الخطأ فلا تحاول كسب هذا الرجل بمزيد من الحب فهو سيستغل هذا بمزيد من القسوة ولكن تعامله كما يعامله والهروب من العذاب أفضل من البقاء فيه.<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM