;

الهروب من العذاب أفضل من البقاء فيه 736

2009-03-03 05:07:02

كروان عبد الهادي الشرجبي

تخطئ المرأة التي تتزوج رجلاً بهدف تغييره والمرأة التي لا تحب بعض الصفات أو العادات في زوجها ... وتقابل هذه الجوانب بالمزيد من الحب ، ظناً منها أنها بذلك سوف تحول السلبيات إلى إيجابيات، تخطئ وتزيد الطين بلة.

لكل زوجة حلمها الخاص أن تحول زوجها إلى الصورة التي تمنتها في خيالها قبل أن تتزوجه وليس هناك فتاة في هذا العالم لم تضع مواصفات للرجل الذي سيشاركها الحياة وتعيش معه بقية حياتها.

فقصة "جميلة والوحش" التي تتمنى كل أمراة تحقيقها مع زوجها لا يمكن أن تكون واقعية ، فالوحش لا يمكن أن يصبح أميراً ويحب أميرته في النهاية.. إنه يمكن أن يكون أقل وحشية.

وهذه الزوجة التي تسرف في إظهار حبها من أجل أن تحب " الأمير" في زوجها لن تجد في النهاية "أميراً" وإنما سوف تجد ما لم تكن تتوقعه أبداً فعادة ما يتمادى زوجها ويزداد قسوة عليها طالما أن القسوة في وجهة نظره تجلب له المزيد من الحب.

وقصة "جميلة والوحش" لا تطبق في الحياة لذا على المرأة ألا تحلم بالوحش الذي سيتحول بواسطة الحب إلى أمير. بعض النساء يلجأن إلى هذا الأسلوب لأنهن افتقدن الحب والاستقرار في أسرهن إما يسبب شجار الأهل الدائم أو بسبب انفصال الوالدين لذلك يحاولن تعويض الماضي بالحاضر ويحاولن بناء بيت تسوده المحبة، وهنا ينتهز بعض الرجال هذه الفرصة للاستفادة من تلك العواطف الطيبة، وإذن ما هو الحل؟

الحل أن تستعيد المرأة نفسها وأن تكون قادرة على مواجهة زوجها إذا طغى .. ليس بمزيد من الحب ولكن بمزيد من القوة والصرامة فالرجل الذي يستغل ضعف زوجته وحبها له لا يستحق حبها ، والمرأة التي لا تستطيع بناء شخصيتها لا تستطيع إعادة بناء شخصية زوجها ، وهناك قاعدة تقول . من لا يستطيع إنجاز شيء لنفسه ، لا يستطيع إنجازه لغيره.

إن المرأة التي تنشأ في بيت دمرته الخلافات وافتقدت فيه الحب والحنان يجب أن تتريث في الزواج وقد أكون متشائمة إذا قلت ربما يكون من الأفضل لها ألا تتزوج إطلاقاً ، لأنها لا تتزوج من أجل الحب والزواج ولكن لتهرب من بيت أسرتها المحطمة " أي أنها تتزوج "زواج الإنقاذ"من أجل أن تنقذ نفسها من الواقع الذي تعيش فيه ولكنها في الواقع تستبدل عذاباً بعذاب آخر.

وعلى العموم إذا ما رغبت المرأة بالزواج عليها أن تدرس موقفها جيداً وأن تعيد بناء نفسها وعواطفها قبل أن تعطي نفسها لرجل لا يستحقها.. فإذا حدث ووقعت في الخطأ فلا تحاول كسب هذا الرجل بمزيد من الحب فهو سيستغل هذا بمزيد من القسوة ولكن تعامله كما يعامله والهروب من العذاب أفضل من البقاء فيه.<

KARAWAN2001@HOTMAIL.COM

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد